04-أكتوبر-2023
المغرب

تحقق الحلم المغربي، وحظيت المغرب أخيرًا بشرف استضافة كأس العالم 2030.

 ما فاجأني قليلًا هو سهولة الفوز في هذه المعركة، بعد أن كانت المنافسة شرسة على استضافة الحدث، حيث كان الحديث عن ثلاثة ملفات قويّة تتطلع لاستضافة المونديال:
1- ملف ثلاثي مشترك بين "السعودية ومصر واليونان" قوته تتمثل بأنه أول ملف يجمع بين قارات ثلاث
2- ملف رباعي مشترك أمريكي جنوبي"تشيلي الباراغواي الأوروغواي الأرجنتين" قوّته تتمثّل بأنه سيحتضن مئوية كأس العالم، والتي جرت نسختها الأولى قبل 100 عام في القارة نفسها
3- ملف أوروبي مشترك "إسبانيا البرتغال أوكرانيا"، قوّته أتت باللعب على أوتار الحرب الأوكرانية الروسية
لكنّ الملف الأوروبي تحلى بالواقعية أخيرًا، حينما أزاحت إسبانيا والبرتغال أوكرانيا، وضمّت المغرب عوضًا عنها، ومع تراجع الملفات القوية السابقة فاز الملف الأوروبي-الأفريقي المشترك، وحظيت المغرب أخيرًا بشرف استضافة كأس العالم.

حينما تراجعت السعودية عن المنافسة بملفها المشترك مع مصر واليونان، بدا أنها أدركت مسبقًا نيّة الفيفا مداورة البطولة، وحصر تنظيمها في 2034 بقارّتي أوقيانوسيا وآسيا، فأرادت أن تكسب معركة تنظيم 2034 منفردة، خير من المعركة غير المضمونة على استضافة مشتركة لكأس العالم 2030، وربما يمثّل ذلك عاملًا أساسيًا ساهم بانسحاب الملف الثلاثي بين مصر والسعودية واليونان، وبالفعل، فور إعلانه الفيفا فوز المغرب والبرتغال وإسبانيا بتنظيم ملف 2030، فتح الفيفا الباب أمام الاتحادات الآسيوية والأوقيانوسية، وعلى الفور تقدّمت السعودية بطلب استضافة كأس العالم 2034.

خلال تغطيتي لكأس العالم قطر 2022، صادفت صحفيًا من الأوروغواي، تحدثنا قليلًا عن تنظيم البطولات، فصارحني أن بلاده فقيرة وليس بإمكانها استضافة حدث كبير ككأس العالم، ونوّه إلى أن هذا الحال يشمل كلّ دول أمريكا الجنوبية، بغض النظر عن عوامل غير إرادية كالاستقرار السياسي وما إلى ذلك.
يبدو أن الفيفا وجد حلًا لهذه المعضلة، فنجح في إرضاء الملف الأمريكي الجنوبي بإقامة ثلاث مباريات في كأس العالم 2030 على أرضهم، ولبّى رغبتهم المشروعة في الاحتفال بمئوية كأس العالم، دون أن يمثّل ذلك عبئًا اقتصاديًا لتلك الدول، وبذلك تحققت المعادلة، ونجحت المغرب أخيرًا في تحقيق الحلم.

تقدّم المغرب لاستضافة كأس العالم لم يكن الأوّل من نوعه، سبق وأن حاولت تحقيق حلمها في خمس مناسبات سابقة، وفشلت في جميعها، وكانت المرة الأولى في التصويت الخاص باستضافة مونديال 1994، وحينها غلبتها أمريكا بفارق 3 أصوات، وفي المرّة الثانية تفوّقت فرنسا عليها بفارق 5 أصوات في نسخة 1998، وخرجت المغرب من الجولة الأولى للتصويت عن مونديال 2006 الذي فازت باستضافته ألمانيا، قبل أن تفشل في المرّة الرابعة أمام جنوب أفريقيا بفارق 4 أصوات في مونديال 2010، وفي المرّة الخامسة تفوّق الملف الثلاثي المشترك على المغرب في استضافة مونديال 2026، الملف الأمريكي المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك نال في التصويت 134 صوتاً مقابل 65 صوتاً للمغرب.