27-أغسطس-2023
لوحة لـ يانيس أفوتينش/ لاتفيا

لوحة لـ يانيس أفوتينش/ لاتفيا

گوران رسول، شاعر كُردي من مواليد 1988، حاصل على شهادة الماجستير في الآداب الحديثة من جامعة هارتفوردشيري. لديه كتاب شعري بعنوان "أغيّر أيامي بجهاز التحكم".


على ظهر حوتٍ جريح

في سهل قاحل ضحل  

اثنان من السكارى بدأا الحديث:

 

السكران الأول:

معي شوال من العِظام وسبع جماجم

كيلو أو أقل منها

أربع عظام، ونصفُ جمجمة لأبي

وقعت منه

عند بوابة المدينة

فداء للحرية.

 

ست جماجم ونصف 

كانت لأصدقاء أبي السبعة

وقعت منهم 

عند بحثهم عن الهوية.

 

السكران الثاني:

معي ستة أمتار من الأحلام منتهية الصلاحية

مترٌ منه لأمي 

حلمت به بالاستقرار 

في السوق.

 

أربعة أمتار 

لتلك الفتيات اللواتي كن يخفن من نزهات المساء.

 

مترٌ من الحلم

لأحلام مجهولة الهوية يُحلم بها في هذا السهل، وتتجدد باستمرار.

 

السكران الاول:

لا مكان هناك لأدفن فيه هذه العظام

لا أرض هناك لتخفي عظام والدي ونصف جمجمته

لا مقبرة هنا تعطي لأصدقائه هوياتهم.

 

السكران الثاني:

تخاف أمي من أن تحلم

الصبايا، الصبيان أيضًا

لأنهم حلموا

سُجنوا، كووا، قُتلوا.

 

على سطح مبنى ذو أربعين طابقًا

هناك طفلان جالسان يتحدثان مع نفسهما.

 

الطفل الأول:

أودَعَ جدي مصير الخمسين سنة القادمة في عهدتي

تبدأ تاريخ هذه المدينة مني.

 

الطفل الثاني:

لقد صنعت عشرات المدن

في هذه المدينة،

في إحداهن أنا الملك

وفي الثانية سلطان

وفي الأخرى أمير.

 

الطفل الأول:

المستقبل في يدي

باستطاعتي أنا فقط أن أبيع الأمل والأمنيات.

 

الطفل الثاني:

أنا أقرر

متى ولماذا وكيف يحلم الفرد.

 

في سهل مليء بالقبور وناطحات السحاب

العظام المنكسرة والأحلام المنتهية الصلاحية

بدأو بالصراخ في هذا المستقبل المسلوب.

 

السكران الثاني:

هذه الأحلام تقطر دمًا

بعضهما ميت وبعضها الآخر يحتضر

أحييهم وأحررهم.

 

الطفل الأول:

فاتهم الأوان

سأصنع مستقبلًا لأطفالهم

مستقبلًا على هواي وهوى أبي وجدي.

 

السكران الأول:

ماذا عن الملك

والسلطان

والأمير

العظام تكثر باستمرار 

لن تتحمل الأجيال القادمة هذا الحمل الثقيل.

 

الطفل الثاني:

سأبني مدينة في السماء

أسميها مدينة عظام الأحلام.