13-نوفمبر-2015

كوب ستاربكس الجديد (Getty)

أطلق ناشطون أمريكيون وجماعات مسيحية متشددة حملة في الفضاء الإلكتروني لمقاطعة سلسلة المقاهي الأمريكية ستاربكس، بسبب إزالة الشركة لعبارة "ميري كريسماس" عن كوب القهوة الجديد الذي أطلقته هذا العام بمناسبة بدء موسم الميلاد. كما غابت عن الحلة الجديدة لكوب القهوة الإشارات المسيحية والرسومات الرمزية المرتبطة بعيد الميلاد التي اعتادت ستارباكس في السنوات الماضية إبرازها في منتجاتها خلال هذه المناسبة الدينية.

إدارة ستارباكس تجنبت الرد المباشر على حملة الاتهامات الموجهة لها بمعاداة المسيحية من قبل اليمين الأمريكي المتشدد

"ستارباكس نزعت عيد الميلاد عن كوب القهوة لأنها تكره المسيح" يقول منشور للناشط الإنجيلي الأمريكي "جاشوا فورستاين" في موقعه على فيسبوك. أكثر من نصف مليون مدون نقلوا تعليق الشاب الإنجيلي فيما شاهد الملايين تسجيلًا مصورًا انتشر بكثافة على شبكة الإنترنت هاجم فيه "فورستاين" كوب ستار باكس الأحمر الذي لا يقر بالهوية المسيحية للمجتمع الأمريكي، حسب رأيه. فيما ذهبت تعليقات، ترددت بكثرة في السوشيال ميديا، إلى القول بأن يهودية صاحب شركة ستارباكس تقف وراء تصميم كوب القهوة الجديد.

كوب القهوة الأحمر الذي يتوسطه الشعار الأخضر لشركة ستارباكس تصدر شاشات التلفزة الأمريكية التي سارعت إلى استضافة الشاب المسيحي المتشدد الذي أطلق دعوة المقاطعة. ودافع في حديث مع "السي إن إن" عن وجهة نظره بشأن الهوية المسيحية لأمريكا مشيرًا إلى "اضطرار باراك أوباما لادعاء أنه مسيحي كي يصبح رئيسًا للولايات المتحدة". ودخل "دونالد ترامب" المرشح الجمهوري، الذي كان أول من ادعى أن أوباما مسلمًا وليس مسيحيًا، على خط التجييش المسيحي فدعا خلال مهرجان انتخابي حاشد إلى مقاطعة ستاربكس "التي لا تحب المسيح ".

اقرأ/ي أيضًا: سجون أمريكا..فضيحة الديمقراطية

صحيفة الواشنطن بوست انتقدت الحملة المفتعلة على ستاربكس ورأت فيها دعوة سخيفة وغير فاعلة، لأن المسيحيين الأمريكيين في الواقع لا يكترثون كثيرًا لشكل الكوب الذي يتناولون فيه قهوة الصباح مشيرة إلى أن مطلقي حملة المقاطعة لم ينظروا سوى إلى كوب القهوة، ولم يروا زينة الميلاد ونكهات الميلاد الخاصة وبطاقات المعايدة، والتصميمات والديكورات الخاصة في مقاه ستارباكس احتفالًا بموسم ميلاد السيد المسيح.

إدارة ستارباكس تجنبت الرد المباشر على حملة الاتهامات الموجهة لها بمعاداة المسيحية من قبل اليمين الأمريكي المتشدد، واكتفى ببيان للشركة نشر على موقعها على الإنترنت بتوضيح أن التصاميم الجديدة التي اعتمدتها هذا العام في منتجاتها بمناسبة الميلاد هي خلاصة أبحاث واستطلاعات أجرتها لقياس أذواق زبائنها، وأنها ارتأت في تصميم أكواب القهوة أن تترك مجالًا لخيال الزبائن .

الحملة "المسيحية" على "يهودية" ستارباكس التي شهدها العالم الافتراضي تتزامن في عالم الواقع مع إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي قبل يومين عن إفشال خطط إرهابية لضرب شخصيات وأماكن عبادة يهودية واستهداف الكنائس التابعة للأمريكيين من أصول إفريقية. وأعلن الإف بي آي عن اعتقال ثلاثة أمريكيين بيض ينتمون إلى مجموعة مسيحية متشددة تسعى لإشعال حرب أهلية عنصرية في الولايات المتحدة. وهذه الشريحة من الشباب البيض تنشط بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي ويعتبر "ديلان رووف" الشاب الأبيض الذي قتل تسعة من الأمريكيين السود في كنيسة إيمانويل في مدينة تشارلستون العاصمة التاريخية لدولة الجنوب الانفصالية ، أحد رموزها.

كما تأتي هذه الحملة مع تصاعد حدة التوتر العنصري في أوساط طلاب الجامعات في كافة الولايات الأمريكية، التي تشهد حاليًا حركة غليان طلابي وتظاهرات واحتجاجات على الممارسات العنصرية، والتي يزداد تفشيها في المجتمع الأمريكي وفي صروحه التعليمية.

اقرأ/ي أيضًا: الشرطة الأمريكية..العنف الفائض