29-أكتوبر-2015

مسيرة في نيويورك ضد عنف الشرطةا لأمريكية 24/10/2015 (Selcuk Acar/Anadolu Agenc)

ينقض الشرطي الأميركي بعنف على الطالبة المسمرة على مقعدها بين زملائها في أحد الفصول الدراسية في ثانوية سبرينغ فالي في ولاية ساوث كارولينا. الشرطي الأميركي الأبيض ذو البنية القوية يرفع الفتاة السوداء التي لم تبلغ السادسة عشرة من العمر مع كرسيها ثم يطرحها بقوة على الارض قبل أن يسحبها أمام زملائها إلى الباب الخارجي لقاعة التدريس.

المشهد الذي التقطته الاثنين الماضي كاميرات زملاء الضحية في الفصل من زوايا مختلفة، تكرر عرضه على شاشات التلفزة الأميركية في اليومين الماضيين مئات المرات، مفتتحًا جولة جديدة من السجالات حول العنصرية وعنف رجال الشرطة البيض ضد الأميركيين الأفارقة، وارتباط ذلك بتصاعد أعمال العنف في أوساط الطلاب والمؤسسات التربوية وآخرها المجزرة الطلابية الجماعية في الحرم الجامعي لمدينة روزبرغ في ولاية أريغون قبل نحو شهر، والتي نفذها طالب مسلح فقتل تسعة من الطلاب والأساتذة.

الشرطة الأميركية التي باشرت بالتحقيق في الحادثة، وما إذا كان وراء العنف المفرط الذي استخدمه الشرطي الأبيض ضد الطالبة السوداء كراهية عنصرية، قالت إن لديها لقطات مصورة، لم تعرض على وسائل الاعلام، تظهر الفتاة وهي تلكم رجل الشرطة خلال مقاومتها له. فيما أشار بيان مدرسة سبرينغ فالي إلى أن الفتاة رفضت عدة طلبات من المعلمة لوقف استعمال الهاتف داخل الفصل الدراسي كما رفضت طلب المدير بالخروج من الفصل ولم تمتثل لأوامر رجل الشرطة الذي استدعي لاعتقالها.

اقرأ/ي أيضًا: بالتيمور وفيرغسون.. من الدولة عصاها

تصاعد الاحتقان العنصري في الولاية بعد مجزرة كنيسة ايمانويل التاريخية في مدينة تشارلستون، المعروفة بأنها مركز تجارة العبيد خلال الحرب الأهلية الأميركية

وعلى الرغم من أن هذا النوع من الحوادث بات مألوفًا وقوعه في المؤسسات التربوية الأميركية، حيث تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت مئات الأشرطة المصورة عن أعمال عنفٍ مشابهة في جامعات ومدارس الولايات المتحدة، إلا أن الاحتقان العنصري في ساوث كارولينا تحديدًا استدعى تدخلًا سريعًا من السلطات الفدرالية حيث أعلنت كل من وزارة العدل الاميركي ومكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي المباشَرة في التحقيق بهذه الحادثة.

وقد تصاعد الاحتقان العنصري في الولاية بعد مجزرة كنيسة ايمانويل التاريخية في مدينة تشارلستون، المعروفة بأنها مركز تجارة العبيد خلال الحرب الأهلية الأميركية، والتي نفذها الشاب الأبيض ديلان روف وراح ضحيتها تسعة أميركيين من أصول افريقية كانوا يؤدون الصلاة في الكنيسة. كما تسود في عاصمة الولاية كولومبيا وفي أوساط الأميركيين الأفارقة في ضواحيها حالة من الغضب بعد دراسة مولتها بلدية المدينة مؤخرًا حول التسرب المدرسي والمستوى التعليمي في المدارس الحكومية، وخلصت نتائجها إلى أن الطلبة ذوي الاصول الافريقية أقل التزامًا بالقوانين التربوية وأكثر نزوعًا إلى العنف والفوضى من أقرانهم البيض ذوي الأصول الأوروبية.

وفي اليومين الماضيين انتقل الجدل حول السلوك العدائي للشرطة الاميركية تجاه الأميركيين من أصول إفريقية إلى داخل المؤسسات الحكومية الاميركية. فأعلن بيان للبيت الابيض رفضه للتصريحات التي أطلقها مدير الإف بي آي جايمس كومي حول دور الشرطة الاميركية في الحد من انتشار الجرائم وحوادث اطلاق النار. وانتقد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي حملة الناشطين المدافعين عن حقوق الشبان الأفارقة الذي يسقطون برصاص رجال الشرطة، داعيًا إلى عدم تكبيل حركة رجل الشرطة ضد المجرمين، وموجهًا ملاحظات غير مباشرة لسياسات الرئيس باراك أوباما ومساعيه لاجراء إصلاحات في القوانين التي يعمل بموجبها رجال الشرطة الاميركية ونيته إجراء تعديلات تحد من الصلاحيات الواسعة المعطاة لهم وتفرض شروطًا أكثر صرامة على استخدام الشرطة للسلاح ضد من تشتبه بارتكابهم جرائم أو مخالفات جنائية.

وفي هذا السياق بدأت الشرطة في مدينة بالتيمور، التي انتقلت إليها هذا العام عدوى فيرغسون وشهدت أعمال عنف ومواجهات واسعة بين الشبان السود ورجال الشرطة، بتزويد عناصرها بكاميرات صغيرة مثبتة على ثيابهم وأجسادهم في محاولة للحد من ظاهرة الاستخدام غير المبرر للسلاح ضد المواطنين العزل وتخفيض عدد الأميركيين الذين يقتلون يوميًا في الولايات المتحدة بحوادث إطلاق نار أبطالها رجال الشرطة.  

اقرأ/ي أيضًا: في أمريكا أيضًا.. السلاح زينة الرجال!