14-أكتوبر-2022
جورج نويل

لوحة لـ جورج نويل/ فرنسا

لا عدالة في العائلةِ وما يحدثُ

في العالمِ مماثلٌ لما يحدثُ

معي بطريقة محرجةٍ،

أضروري إخبار الجميع بالأذى

اليومي، أضروري أن أدير الرؤوس المنحنية

نحوي؟

حسنًا، إنه أذى نخفيه خلف ظهورنا

أو لأقل

إننا نصونه عبر الفردوس الزائف

والصبر

والضحك،

نسيانٌ دافئ كفراءٍ ناعم

حد أننا نرتعشُ بمجرد الانتباهِ لنا!

*

 

يجب أن أشعر بأوجاع السمكة

وهي تعومُ،

أهبها قبلة عبر زجاج

الحوض،

ثمّ أمدُّ لها يدي

وهي تعتبر ذلك فخًا فقد اقتيدت بالطريقة

ذاتها لتكون ما هي عليه الآن.

أقول لها أنتِ حرةٌ لأنك حبيبتي

فيما بقي من هذا النهار

محاولًا أن أصرف نظرها عن حميمية

موطنها العتيق.

أما الموطن النهائي فإنه حيث يعتاد

المرء على الفزع

لا على الأذى!

*

 

الأشجار في الظلام

تستدل على أصابعنا عبر وريقاتها،

بعض الأزهار تتفتح

على سبيل المخاطرة،

الدموع تذرف بملعقة،

الموتى يغنون بطلاقة،

الصور الفوتوغرافية بألف وجه

ممن لا يمكننا معرفتهم،

حب أي أحد يظل موبوءًا بالهلعِ

ومصلوبًا على كتف رأس وحيدة..

على أية حال

فإن العالم رحبٌ للغاية عندما لا يغدو مرئيًا.

*

 

أولئك الناس الذين أعرفهم

هم من يخلعون أحذيتهم في العتبة

حتى إن كانت نظيفة

يعلمون أنني سأنظر مليًا لصنيعهم

وأثني عليه.

أما أولئك الذين أحببت بعضًا منهم

فهم من يخفون كل شيء

أوان وصولهم.

حبٌ سعيد يعني ألا تكون

لنا أحذية أو أقدام.

*

 

كثير من الشعر

قبل أن أستحم

أو أغسل الصحون،

قبل العدو أو الثرثرة أو اعتياد الدخان

الرديء.

كثير من الشعر قبل أن يشق القطار

طريقه

وتفوتني رؤيته،

قبل الجنس القذر

دون حب يدوم لا محالة،

قبل كل يومٍ ينتشل من حياتي

لأبدو عندئذ حزينًا كمخبأ في الظل

لأفعل في الطريق العشبي

ما أفعله في القارب!

*

 

الآخرون شديدو القسوة

حتى في المسرحيات الصغيرة

يموتون دون أن نتوقع ذلك منهم

يتم تكفينهم بشجن

ثم دفنهم ببلادة..

إزاء كل جثة جديدة لحيوانٍ خائب

أمنعُ نفسي من الموت!

*

 

دستُ على اللغم فاكتشفتُ

أنني دستُ على اللغم،

مرتعشًا رجوت أجسادًا خفية

أن تخلصني..

الألم وحده هو ما يحضر

أما الحب فلا سبيل لأن أتذكر

كيف دفعني بقوة غير معهودة

منحني إذن الدرس الذي يمكنني حمله معي أنى رحلت:

ينبغي أن يترفعَ

العابر عن أثر القدم!

*

 

أترقب حدوث الشعر بدلًا من أن أكتبه

أقول ها هو هنا يخطف

فألحقه بثيابي الداخلية،

أدعه يقفز وأنا خلفه

لا بد أنه سيصطدم بجدار ويعود إليّ

أجلس بانتظار الشعر

في ضفة

ملوحًا له بيدين مرنتين كجوربين

منذ ربع قرنٍ ثمة أشياء كافية

تمنعه من أن يعبرَ نحوي.