02-مارس-2024
عبد الكبير عبقار

عبد الكبير عبقار مستقبل الخط الدفاعي للمنتخب المغربي

لا بدّ لأي فريق يريد المنافسة على بطولة ما، أو البقاء ضمن مصاف الكبار، أن يحوي تشكيلة موازية للتشكيلة الأساسية، علّ أحد عناصرها ينوب عن لاعب تعرّض للإصابة أو الإيقاف.

المنتخب المغربي لم يشذ عن هذه القاعدة، فبعد إنجازه الاستثنائي في كأس العالم 2022، حينما بلغ نصف نهائي المونديال، ليصبح الفريق العربي والأفريقي الذي يفعل ذلك، أدرك مدربه وليد الركراكي أن الحفاظ على القمّة أصعب من التواجد بها، وسلّم بأن تشكيلته التي تمثل الجيل الذهبي لمنتخب المغرب، سيأتي وقت وتكون بنهايتها.

ومن أجل ذلك كان على وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب التحضير لتشكيلة قوية من البدلاء، وإكسابهم خبرة دولية، علّهم يرتدون قميص المنتخب المغربي في المحافل الكبرى، وبالمقابل فإن هؤلاء اللاعبين يدركون جيّدًا أن تواجدهم بكراسي الاحتياط له طعم مختلف عن اللعب في أرضية الملعب، ومع ذلك يسعدون بتمثيل المغرب حتى من مقاعد البدلاء، مدركين أن فرصتهم ستأتي قريبًا.

ومن هؤلاء اللاعبين الذين يعتبرون قليلي المشاركة مع أسود الأطلس، وأحيانًا يبقون بطولة بأكملها في مقاعد البدلاء، يتواجد لدينا المدافع الصلب عبد الكبير عبقار، والذي يعوّل عليه المغاربة من أجل مستقبل خطّهم الدفاعي.

عمر عبد الكبير عبقار ومعلوماته
أهم ال معلومات عن اللاعب المغربي عبد الكبير عبقار

 

من هو عبد الكبير عبقار لاعب منتخب المغرب؟

في العاشر من آذار/مارس 1999، ولد عبد الكبير عبقار في مدينة سطات قرب الدار البيضاء، وحاله حال أكثر الأطفال في منطقته، كان مغرمًا بكرة القدم، فقضى معظم أوقاته بأزقّة الحي الذي يقطن فيه وهو يلاعب الكرة.

على عكس أكثر الأطفال، كان عبد الكبير يحب اللعب بمركز قلب الدفاع، وقدوته في ذلك النجم الإسباني سيرجيو راموس، فتابع والده تطوره في هذا المركز بهذا الحي، إلى أن انتقل إلى مدينة سلا عام 2015، كي يلتحق بأكاديمية محمد السادس لتطوير مواهب كرة القدم.

التحاقه بأكاديمية محمد السادس فتح عليه الكثير من الأبواب، إضافة إلى تنمية مهاراته الكروية وتهيئة إمكاناته من أجل تطوير نفسه في مركز قلب الدفاع، ومن بين الإيجابيات التي تتمتع بها أكاديمية محمد السادس، أنها تجري العديد من المباريات واللقاءات الودية مع أكاديميات تتبع لمختلف الأندية الأوروبية.

ومن ضمن المباريات التي تجريها الأكاديمية، كان عبد الكبير عبقار يشارك في لقاء يجمع أكاديميته مع شباب برشلونة، وهنا لفت أنظار كشّافة نادي ملقة الإسباني، فحاولوا كسب ودّ الأكاديمية من أجل ضمّه، ونجحوا في ذلك.

في أول يوم من تموز/يوليو عام 2016، ضمّ نادي ملقة عبد الكبير عبقار إلى صفوفه، وقتها كان عمر المدافع المغربي 17 عامًا فقط، ليضعه في فريق النادي تحت 19 عامًا في موسم 2016-2017، لكنّ اللاعب المغربي واجه العديد من الصعوبات في الاندماج بالفريق، وأبرز عقبة كانت تعلّم اللغة الإسبانية.

وفي الموسم التالي 2017-2018 تم اختياره للعب في الفريق الرديف لنادي ملقة، وقتها كان رديف النادي الأندلسي يلعب في دوري الدرجة الرابعة، ونجح مع نهاية الموسم في الحصول على المركز الأول، وبالتالي الصعود لدوري الدرجة الثالثة.

عبد الكبير عبقار
عبد الكبير عبقار مع نادي ألافيس

قبل انطلاق موسم 2018-2019، منح مدرب فريق ملقة الأول خوان مونيز المغربي الشاب فرصة اللعب مع ملقة خلال فترة التحضير للموسم الجديد، فشارك في لقاء ودي ضد ألميريا، ومع ذلك أكمل عبد الكبير عبقار الموسم مع الفريق الرديف لنادي ملقة.

موسم 2019-2020 كان الأخير في تعاقد عبقار مع نادي ملقة، وفي هذا الموسم لم ينجح عبقار في حجز مكانه بتشكيلة النادي، وزاد الأمور تعقيدًا توقّف المنافسات بسبب انتشار فيروس كورونا، وتبعات الفيروس الاقتصادية على أندية الليغا، فلم يمدد ملقة تعاقده مع عبقار، وأضحى اللاعب المغربي حرًا ودون ناد.

لكن ما هي إلا فترة قصيرة حتى أتته فرصة أخرى للعب، حينما تعاقد معه ديبورتيفو
ألافيس النشط في الدوري الإسباني للدرجة الثانية، فوقع عقدًا لمدة ثلاثة مواسم بدأت منذ 2020-2021، على أن يلعب في صفوف الفريق الرديف.

مع مرور الوقت أثبت عبد الكبير عبقار علوّ كعبه مع ناديه، فارتقى إلى الفريق الأول، وأصبح عنصرًا أساسيًا فيه منذ بداية موسم 2022-2023، ولعب تقريبًا جميع المباريات وهو في التشكيلة الأساسية.

هذا الموسم شهد تسجيل أول أهدافه في شباك ريال أوفيديو، حدث ذلك في تشرين الأول/أكتوبر عام 2022، وعن فرحته الغامرة بتسجيل هذا الهدف تحدث عبقار: "أنا سعيد للغاية وأود أن أسجل المزيد من الأهداف".

انتهى موسم 2022-2023 بشكل مثالي بالنسبة لعبقار وناديه ديبورتيفو ألافيس، حيث خاض الفريق تصفيات الصعود للدوري الإسباني، وضمن بعد ذلك مكانًا له في الليغا لموسم 2023-2024، ومن حينها وما زال عبد الكبير عبقار من اللاعبين المهمين لديبورتيفو ألافيس الذي يلعب في الدوري الإسباني.

 

عبد الكبير عبقار مع منتخب المغرب

تدرّج عبد الكبير عبقار في فئات منتخب المغرب العمرية، حيث لعب في صفوف منتخب المغرب تحت 15 عامًا، وتحت 17 عامًا، وتحت 19 عامًا، وتحت 23 عامًا، وكانت قدوته في الملاعب هو النجم المغربي المهدي بن عطية، والذي لعب في أقوى الأندية الأوروبية مثل يوفنتوس وبايرن ميونيخ، وأكّد عبد الكبير عبقار مرارًا حلمه بأن يمثّل المنتخب المغربي الأول، وقال عن ذلك: "اللعب للمنتخب المغربي الأول كان حلمي منذ الطفولة، إنه شيء يحلم به جميع اللاعبين المغاربة، وأعمل جاهداً لتحقيق هذا الهدف، وأتمنى أن أجد الفرصة لتمثيل بلدي، وأنا مستعد لذلك دائماً".

في 31 أغسطس/آب 2023، استدعى مدرب المغرب وليد الركراكي اللاعب عبد الكبير عبقار لأوّل مرّة، من أجل التواجد بمعسكر المنتخب المغربي استعدادًا لمباريات ودية، وهنا قال اللاعب الذي كان يحلم بتمثيل المغرب: "بدأت والدتي بالبكاء عندما علمت أنه تم استدعائي لمنتخب المغرب".

بعد ذلك بأشهر، كان عبد الكبير عبقار من القائمة النهائية للاعبين المغاربة المشاركين في كأس أمم أفريقيا 2023، انطلقت البطولة في بداية عام 2024، وودعت المغرب المسابقة من مرحلة المجموعات، بعدما كانت مرشحة بشكل كبير لنيل اللقب، وخلال هذه البطولة بقي عبد الكبير عبقار في مقاعد البدلاء، ولم يشارك في أي مباراة.

حكاية عبد الكبير عبقار تلخص لنا ما يعنيه منتخب المغرب بالنسبة لأي لاعب مغربي، فكان في كل مسيرته الكروية يطمح لأن يرتدي قميص المنتخب الأول، وما زال يفخر بتواجده في دكة البدلاء.

وعلى الرغم من تدرجه في منتخبات الفئات العمرية لأسود الأطلس، إلا أنه لم يمثل المنتخب المغربي الأول ولا لدقيقة واحدة، سواء بلقاء ودي أو رسمي، ولكنّه يبقى يمثل ورقة هامّة للمنتخب المغربي، ولو لم يكن كذلك لما استدعاه وليد الركراكي، والذي يدرك جيّدًا أن تحصين الفريق بوجوه جديدة وشابة، سيضمن استمرارية الأداء المميز لمنتخب بلاده، وفي حالة عبد الكبير عبقار، فإن تواجده في مقاعد البدلاء، يمنح أملًا بتوافر العديد من اللاعبين المميزين في مركز الدفاع للمنتخب المغربي.