24-سبتمبر-2020

لوحة لـ هانس هوفمان/ ألمانيا - أمريكا

1

 

دعيني أرى وجهكِ

ولو مرةً

لا تبتسمي إن أردتِ

لا تقولي شيئًا

تفتّحي كالياسمين

أطلِّي من غيمة الكلمات

ولا تديري ظهركِ لي كفرسٍ يعدو في المخيلة

استديري ولو مرةً

كم أنا متعبٌ

دعيني أرَ قمرًا تلاشى في البعيد

دعيني أرَ ما لم أستطع كتابته

ووجهكِ

ووحيد

وكم يثيرني الفضول

لو تعرفين.

 

2

 

جمالُكِ

صورتكِ البعيدة

كثرة الألوان

الزرقةُ الذائبةُ في كلامكِ

بياضُ قلبكِ،

وحدائقكِ الخضراءُ التي تخطِفُ القلب

كُلُ ذلكَ يجعلُني أكثرَ فرحًا

كُلُ ذلكَ يجعلكِ قوس قزح.

 

3

 

لم أعد مُهتمًا بأحد

كُلما ضجرتُ أُطفئُ سيجارةً وأشعلُ أخرى

وبينما يغرقُ الناسُ في أحلامهم

ترصدني من إحدى زوايا الكون

أفكرُ في أشياء

كالمشي في وقتٍ متأخر من الليل

لا شيء يأخذك من السأم

أو الجلوس على رصيفٍ يُشاركني التعب

غير

الليل

ولا شيء تصطحبه خارج غرفتك الضيقة ليلًا غير السأم

 

4

 

غريقٌ أنا

كُلما أبحرتُ نحوكِ

قادني الموجُ بعيدًا

غريقٌ أنا

يسكُنني الصمتُ

في هذا التيه

وكُلما لفظتُ اسمكِ نجوت.

 

5

 

قولي أيّ شيءٍ

غنِ لي

يُتعبني صمتُكِ الشهيّ

دعيني أنام

يؤرقني علّوكِ

وإيقاعُ خصركِ

وحصارُكِ

أعيدي للأشياء يقظَتها

يؤرقني انحدارُكِ

لأستردَ ثمالتي

لأغفو

أو دعيني أعانقُ رقصكِ.

 

6

 

انهضي من الصفصاف

من بريقِ الكلام

كوني حقلَ زنابق

من ساحلِ الخدّ

كوني نوارَ شمس

مُرهفةً كالياسمين

كوني كما كُنتِ

عذبةً

كالماء

من أصيصٍ بعيدٍ نائمٍ في البنفسج

طيبةً كحقلِ سنابل.

انهضي

من الزُرقة

من أبديةِ الكلام

 

وارتجلي ضحكاتكِ

كي أتحررَ من سرمديةِ النُعاس

وأنام.

 

7

 

لم أذهب بعيدًا

كنتُ عالقًا بين ضفتين فوق الجسر

أبحثُ عن صورتي في الماء

وتطيرُ بي فوقَ ما لم يكن لي

أفكرُ في قصيدةٍ تحملني عاليًا.

وما

لم أكن له

ومثل كل الأشياء التي لم تعد

قصيدة خاطفة

ككُل الأشياء التي حملتني

قصيدة

خفيفة الوزن

ولا ترحل مُبكرًا

تبقى معي

كالموهبة

أُسميها حياتي

 

8

 

لا أريدُ أن أموت الآن

أريدُ أن أحيا قليلًا

أن أكتب لكِ رسالةَ حُبٍ أو قصيدة

أن أعثر على عزلةٍ أقلّ بؤسًا من هذه

أن أعانقَ جسدكِ الغائبَ لأقتل هذه الحشود التي تلهثُ في غرفةِ الوقت

أن أتشاركَ معكِ الموتَ والنجاة لمرةٍ واحدة

أو أن أبحثَ عن رائحة أنفاسكِ المتعبة بعد عراكٍ طويل وصامت.

 

9

 

جاء الحجّارون من البعيد

يبحثون عن أرضٍ وحرب

جاء الحجارون من أزمنتهم

من صحرائهم

باحثين عن رمال

جاؤوا

بلا موعد

قتلوا النبع أمام نافذتي

 

حاملين معاولهم وأحقادهم

ملأوها

بالحصى والتراب

وماذا عساي أن أفعل

جاؤوا كي يعيدوا الخراب إلى مكانه

والآن

كيف أواري هذا الحزن

بجثة النبع؟

 

10

 

كتبت نصًا منذ قليل

لكنه أبى أن يبقى

ثم قفز من النافذة

أفلت من يدي

حاولت اللحاق به

لكنني لم أعثر عليه

وبحثت عنه في كل مكان

لم أتخيل أن النصوص التي أكتبها لكِ تمتلك تلك الخفة

النصوص التي أكتبها لكِ دائمًا ما تفعل ذلك

تهرب باتجاهكِ بمجرد أن تعرف اسمكِ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما بقيَ لنا أكثر مما مضى

خارج السّياق.. خارج النّفق