20-يوليو-2017

أكشاك الفتوى الجديدة (الصفحة الرسمية لمترو القاهرة)

في مسار خروجه المعتاد من مترو الأنفاق لاحظ وليد علي، 26 عامًا، كشكًا جديدًا، اعتقد في البداية أنه لبيع سلعة ما، أملًا في رفع دخل المترو. يستكمل وليد طريقه إلى محطة رمسيس ليتجه إلى عمله، وهو يفكر في الزيادة المضاعفة، التي أقرتها الحكومة المصرية في آذار /مارس الماضي لثمن التذكرة. وخلال عودته من العمل اتضح الأمر لوليد.

قرر مترو الأنفاق في القاهرة تقديم الفتاوى العاجلة للمواطنين من خلال تركيز كشك للغرض وهو ما أثار سخرية واسعة

شيخ بهيئة أزهرية كاملة يجلس داخل الكشك، وأعلى الكشك لافتة مدون عليها "مجمع البحوث الإسلامية" لجنة الفتوى إلى جانب شعار الأزهر، وكعادة المصريين سأل وليد عن الموضوع، وجاء الرد أن "جهاز المترو قرر بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية مقاومة الفكر المتطرف والعمليات الإرهابية، من خلال تقديم الفتاوى العاجلة للمواطنين بكشك الفتوى".

توجه وليد إلى منزله وهو يسأل نفسه: "ولو عاوز فتوى هروح كشك في الشارع؟ ولو إرهابي هيعمل عملية إرهابية هيروح يسأل المشايخ دول؟ والكشك ده حسابه على ثمن التذكرة ولا هدية؟" وغيرها من الأسئلة جرى تداولها أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي مع انطلاق هذه التجربة، التي تعد جديدة في مصر وفي العالم العربي ككل.

ويتواجد "كشك الفتوى"، الذي بدأ عمله منذ أمس الأربعاء، في واحدة من أهم وأكثر المحطات المصرية ازدحامًا وهي "محطة الشهداء" وأكثر الميادين المصرية أهمية "ميدان رمسيس"، وهو نتاج بروتوكول وقع بين مجمع البحوث الإسلامية وشركة مترو الأنفاق. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من السخرية حول "الكشك".

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: أغرب 5 فتاوى مصرية في رمضان

فوضى الفتاوى في مصر.. تحارب الإرهاب؟

وفقًا لتصريحات المتحدث الرسمي لشركة مترو الأنفاق أحمد عبدالهادي فإن التجربة من الممكن أن تعمم وتأتي كخطوة جديدة حيث بدأت بما عرف بـ"الرسائل الدعوية"، التي يتم توجيهها يوميًا من خلال إذاعة المترو، والتي تزامنت فعالياتها مع بداية شهر رمضان وتستمر على مدار الأعوام القادمة، وهو ما رآه البعض أمرًا جيدًا وقد يكون مفيدًا.

وطرق حصول المصريين منذ القدم على الفتوى معروفة إلى حد كبير، تبدأ من رجل الدين الأقرب لهم وتتعلق خاصة بمسائل الزواج والطلاق والميراث، ومع تعدد وسائل التواصل تغير شكل الحصول على المعلومة، من الراديو والتلفزيون وكذلك الفضائيات وأخيرًا من مواقع التواصل الاجتماعي.

وتتيح دار الإفتاء المصرية الحصول على الفتوى من خلال عدة طرق من بينها الموقع الإلكتروني للدار أو من خلال الخط الساخن ويعمل من التاسعة صباحًا إلى التاسعة مساء أو بالتنقل للذهاب لمقر الدار في القاهرة أو أحد فروعها في المحافظات.

ووفقًا لدراسة أجريت في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، فإن المصريين يحتلون المركز الأول بين الجنسيات المتصلة ببرامج الفتاوى الدينية في القنوات الفضائية، وأبرز الأسئلة تدور حول الخلافات الزوجية والميراث وكذلك المعاملات الأسرية. بينما سبق لمفتي مصر أن حذر سابقًا من ما سماه "فوضى الفتاوى على الفضائيات".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: الأزهر التاريخيّ في دورانه

كشك الفتوى.. مس من مدنية الدولة؟

أثار وجود كشك الفتوى في محطات المترو المصرية نقاشًا حول مدى ضرره بمدنية الدولة وتساءل البعض عن امكانية توفره لأتباع أديان أخرى

وفقًا للبيانات الرسمية، يرى مجمع البحوث وشركة المترو أن "التجربة تساهم في تلبية احتياجات المواطنين المعرفية وحاجاتهم للمعرفة والإجابة على أسئلتهم المتنوعة والمرتبطة بواقع حياتهم ومقاومة الفتاوى المضللة التي تروج لها التيارات المتطرفة".

ولكن البعض تساءل حول مدنية الدولة وهل يمكن للديانات الأخرى أن تقوم بنفس الأمر في مصر، ومدى التقاء هذه الأكشاك مع ما يحصل في دول دينية كالسعودية وإيران.

 

 

المترو لا يلبي احتياجات المواطنين

من المنتظر أن يقوم "الكشك" بالعمل اليومي من التاسعة صباحًا وحتى الثامنة مساءً، ويتمثل عمل اللجنة المنوط بها الفتوى في "الكشك" الاستماع إلى أسئلة المواطنين والإجابة عنها. لكن بعض مستخدمي المترو أكدوا أن الخدمات التي تقدم به سيئة وكان على الدولة تحسين خدمات دورات المياه والعربات بدلًا من توفير أكشاك الفتوى. يذكر أن عدد مستخدمي المترو ضخم في مصر ويتراوح وفقًا لبعض الإحصائيات بين 3 ونص مليون مواطن إلى 5 مليون مواطن يوميًا.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فتوى تحريم الاحتجاجات العشوائية تثير جدلًا في تونس

غِواية الشيخ محمد عمران.. هكذا قرأ القرآن بمقام "إنما للصبر حدود"