25-مارس-2016

يوهان كرويف (Getty)

رُبما لن يكون هناك يومًا أكثر حزنًا في تاريخ كرة القدم من يوم رحيل يوهان كرويف.

خسارة كرويف الذي هزمه المرض في عمر الـ68 ليست مجرد وفاة لاعب ومدرب سابق. فرحيل كرويف هو رحيل للفكر الذي يسعى لكرة القدم الممتعة

تحمل خسارة كرويف الذي هزمه المرض في عمر الـ68 أبعاد أكثر دويًا من وفاة لاعب ومدرب سابق. فرحيل يوهان كرويف هو رحيل للفكر الذي يسعى لكرة القدم الممتعة.

اقرأ/ي أيضًا: أفضل 6 لاعبين عرب في الدوريات الأوروبية

يقول الهولندي الطائر "أنا لست متدينًا، لكن في إسبانيا يقوم 22 لاعبًا بإشارة الصليب قبل دخولهم إلى الملعب وإذا كان ذلك سيأتي بنتيجة فهذا يعني أن المباراة ستنتهي بالتعادل".

ببساطة كان كرويف فيلسوفًا بنظرته إلى كرة القدم، هو من جاء بغوارديولا إلى تشكيلة برشلونة في وسط الملعب على الرغم من أن اللاعب الشاب كان ضعيفاً بدنياً. كذلك هو من أبعد 11 لاعباً حين جاء مدربًا للفريق الكتالوني في سنة 1988 ليصنع فريقًا شابًا يعيد برشلونة إلى مجده.

لاماسيا وتيكي-تاكا والحارس الذي يجيد التمرير والمهاجم الذي يبدأ منه الدفاع والمدافع الذي يبدأ معه الهجوم ومدرسة أياكس وما أحب الأوروبيون أن يطلقوا عليه "الكرة الشاملة" كلها أفكار صنعها كرويف ليقدم لنا كرة قدم سهلة مطبقاً مقولته الشهيرة "كرة القدم هي لعبة بسيطة، لكن لعب كرة القدم ببساطة هو أصعب شيء يمكن القيام به".

يوهان كرويف لا يحتاج كثيرا من الوصف الفلسفي فرقم بسيط قادر على تقديمه: برشلونة نجح بحصد 42 بطولة في 71 سنة قبل كرويف، ووصل إلى العدد ذاته من البطولات خلال 27 سنة فقط بعد كرويف.

اقرأ/ي أيضًا: 600 مليون يورو للكامب نو الجديد

كرويف كان يرى كرة القدم أبعد من مجرد إحصائيات، ينظر إليها بعين البساطة لذلك لم يكن ليتفق كثيرًا مع المحللين الذين رفض إخبارهم مرارًا بما يُفكر، وما كان ليكون مقربًا من رؤوساء الأندية حيث رفض دخول ملعب الكامب نو مؤخرًا بعد مشاكله مع ساندرو روسيل رئيس النادي.

كرويف الذي كان جميلًا كهدوء اللعبة كان يعتبر أن رفض المواهب الشابة في كرة القدم بناءً على إحصائيات هو أمر غاية في الغباء، مُستندًا إلى تجربته الشخصية حيث كان يعجز عن ركل الكرة لأبعد من 15 مترًا بقدمه اليسرى ولا تصل تسديدته أبعد من 20 مترًا بقدمه اليمنى، إلا أن ذلك لم يمنعه من امتلاك مهارة عالية وذكاء فطري لا يمكن لأي آلة أو جهاز كمبيوتر قياسه.

لا يبدو أن كرة القدم ستشهد بديلًا لكرويف في وقتٍ قريب، فكل المدربين المبدعين اليوم خرجوا من بين عينيه إلى العالم. رُبما لو أتيح لصانع كرة القدم الحديثة أن يعيش حياةً أخرى لكان سيقدم لنا فكرًا جديدًا ينقل الحد الكروي الأدنى إلى مرتبة أعلى. كرويف الذي قدم كل الحب إلى العاصمة الكتالونية أبت إلا أن تحتضن أنفاسه الأخيرة بين أفراد عائلته.

فالهولندي الطائر استطاع اختصار حياته بجملة واحدة "أنا كنت لاعبًا سابقًا ومدير تقنيًا سابقًا ومدربًا سابقًا ومديرًا فنيًا سابقًا ورئيسًا فخريًا سابقًا، هي لائحة تُظهر مجددًا أن لكل شيء نهاية".

اقرأ/ي أيضًا: 

6 حقائق لا تعرفها عن رياض محرز

5 أساطير كروية..5 تجارب تدريب فاشلة