26-يناير-2023
 كتاب دروب غير مطروقة في فلسطين

كتاب دروب غير مطروقة في فلسطين

صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات كتاب جديد للقنصل البريطاني السابق جيمس فن بعنوان "دروب غير مطروقة في فلسطين: مقتطفات من رحلات القنصل البريطاني في القدس في فلسطين وشرقي الأردن (1846-1859)"، من ترجمة جمال ابو غيدا وتقديم جوني منصور. وسبق للمؤسسة أن أصدرت لجيمس فن أيضًا كتابه الضخم "أزمنة مثيرة".

يقول  جوني منصور في تذييله للكتاب: "في هذا الكتاب، وما سبقه من كتب قام الأستاذ جمال أبو غيدا بترجمتها، نكون قد بدأنا ندرك عمق القوة والطاقة اللتين تشكلتا في القرن الـ19 لصالح التمهيد للمشروع الصهيوني المتمثل ببناء دولة فلسطين. وأيضًا ندرك عمق الحاجة الملحة والضرورية إلى تنفيذ المزيد من الإنجازات في حقول المعرفة عن الآخر وبوجه خاص ترجمة الفكر المؤسس والممهد لظهور ونمو المشروع الصهيوني في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بغية تأسيس الدولة اليهودية. إن هذا الكتاب ونصوصًا أخرى من القرن التاسع عشر قد تأثرت برياح المسيحانية الأنغليكانية، وهو تيار كان في صعود مستمر، ولا يزال منتشرًا في الولايات المتحدة وله تأثير بالغ الأهمية على جوهر الحياة وتمثلاتها، وأيضًا له تأثير في فترات معينة على صناع القرار السياسي سواء في البيت الأبيض أو أروقة وردهات مجلسي الشيوخ والنواب، وحتى في أوساط شرائح واسعة من الشعب الأميركي ذي التوليفة المتعددة البعيدة عما يوحده، ولكن في هذا السياق فإن أرض الميعاد وشعب الله المختار هما أمران يشغلان حيزًا واسعًا وعميقًا في الوجدان الأنغليكاني".

تسلّم فن كتابَ تعيينه قنصلًا في القدس رسميًّا في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 1845، ويُعتبر القنصل الإنجليزيّ الثاني فيها بعد القنصل الأول وليم بانغ. بعد شهرين من تسلّمه منصب القنصل العام، تزوّج فن من إليزابيث آن ماك، والتي ستعمل إلى جانبه في مهامه القنصلية، وهي من حرّرَت كتابَه "أزمنة مثيرة" وأعدته للطباعة. شغل فن منصبه قنصلًا في القدس لمدة 17 عامًا، أي منذ تسلّمه عام 1845 حتى 1862، وتميّز بشغفه الدائم لمعرفة كلّ ما يتعلق بفلسطين، من منطلقٍ جَدَلَ فيه الدينيّ – العقائديّ مع السياسيّ – الاستعماريّ، وقد تُرجِمَ ذلك في اهتمامِهِ بيهود فلسطين، ودعمِهِ للهجرة اليهوديّة من أوروبا إلى فلسطين. كما دعا فن إلى إقامة طقوسٍ دينيّةٍ باللغة العبريّة في كنيسة المسيح في القدس، ودَعم النواةَ الأولى للاستيطان اليهوديّ في البلاد، حتى أنّه بَذَلَ جهودًا شخصيّةً لإقامة مشاريع زراعيّة – صناعيّة من أجل توطين اليهود وتمكينهم منذ أواسط القرن الثامن عشر.