06-مارس-2021

لوحة لـ راشد دياب/ السودان

رائحةُ الموز،

تُمطر قلبي بالذكريات

أبيض "انوك" ورعشتها من الأمنيات

وريحٌ من "فكتوريا" تنبشُ ذكرى

(لقاؤنا الأول على تكسر النيل

وملكال فتاةٌ تلبسُ "ديتانق" قلادة إذ تتدلل

وإنجليزية فكتوريا المرصّعة بالاشتهاء

وتوقُ روحها للغناء،

وافتضاحُ روحي وخوفي،

خوفي من سباحة روحها عكس حياتي،

وتشبث حياتي بها،

كأنّ هدير الخوفِ وحدَهُ دليلُ حياتي)

ربّما حياتي سيرة جُبنٍ

وجبانٌ أنا إذ أجدني

(وحيدًا وهي تمطر في "ارياط"

و"الدو" على الباب يدوزن "ابيي" قصائدَ

والشوقُ الى فتاة "كورجيك" رصاصاتٌ كالإبرِ تدم روحي

وأنا أبحث عن حذائي لأهرب).

 

سخرية السنوات

رائحةُ الموز توقظُ "انوك" داخلي

وهي كانت تقززني غانجة

"الموز دودة كبيرة"

وتشرح في كلّ ليلة خوفها من الحشرات

وتضيف: "أنت الحشرة الوحيدة التي لم أتقزز منها"

وتبتسم: "ربّما أنت فراشة"

لكنّها لم تقل، ليتها فعلت: "الحبّ الذي بيننا فراشة

والزمنُ ريحٌ؛ عاصفةٌ حاقدة"

 

والريحُ، الليلة، إذ تلبسُ رائحة الموز

تُفجّر الذكريات جداولَ نارٍ

(اللقاء الأول على نسمة "جور"

وسبتمبر أزرق يتلألأ

والبالونات حول خصرها المحاصر بالأبيض

تتلاعب كصغار الأرانب حول قلبي السعيد كعصفور جنّة

وهي تقول: "أنا لا أخاف الريح

أنا ريشة").

 

كنت أُصغي كأنّي أُصلّي

وفي القلب حبّ ينزّ،

وكنسمات فكتوريا الخائنة هذه

كانت نسمات "السوباط" على أزرق شفاه فكتوريا

وإنجليزيتها الملوّنة بالشهوات، تُعمّد قلبي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رفعت سلّام: أرعى الشِّياه على المياه

في الحرب الأخيرة