28-أبريل-2021

حبوب كبتاغون/صورة تعبيرية

تلقّى اللّبنانيون في الأيام الأخيرة خبرًا صادمًا جديدًا تمثّل بإعلان المملكة العربية السعودية التوقّف عن استيراد المواد الزراعية اللبنانية، بسبب ضبطها لكميات من المخدرات، حيث نشرت وكالة الأنباء السعودية بيانًا يوم  23 نيسان/ أبريل 2021، قالت فيه إن المملكة قررت منع دخول إرساليات الخضار والفواكه من لبنان أو العبور من خلال أراضيها ابتداء من صباح 25 نيسان/ أبريل، في حال لم تقدّم السلطات اللبنانية الضمانات الكافية والموثوقة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة إليها. 

تفاعلت قضية وقف استيراد السعودية لمنتوجات لبنان الزراعية على نطاق واسع، وطالت الانتقادات تورط حزب الله في تجارة الكبتاغون

فيما تفاجأ اللبنانيون بانتشار أخبار صباح الثلاثاء 27 نيسان/أبريل حول اختفاء الملحن الغنائي اللبناني سمير صفير في السعودية، في ظل تضارب الأنباء حول مصيره، مع تسريب معلومات حول علاقة محتملة بشحنة المخدرات المضبوطة.

وقد انقسمت آراء اللبنانيين حول مصير سمير صفير، خاصة حول تواجده في المملكة بالرغم من أنه يجاهر بانتمائه للمحور السياسي المعادي لها، كما كان الأمر مع الإعلامية غدي فرنسيس، التي استغربت تواجد صفير في السعودية، وقالت إنه كفنان اختار أن يتخذ مواقف سياسية، عليه أن يلتزم بهذه المواقف، ومع ذلك فقد أعلنت تضامنها معه وطالبت بالحرية له، فيما استنكرت الإعلامية نانسي السبع أسلوب الخطف والإخفاء، وقالت إن هذه أعمال عصابات وليس دول، وطالبت الدولة اللبنانية بالتحرّك بسبب هذا الملف.

من جهته، الناشط الحقوقي وديع الأسمر قال إنه بغض النظر عن طبيعة التهم الموجهة إلى سمير صفير، فإن إخفاء أي شخص بشكل قسري يعدّ جريمة دوليًا، وقال إنه يحق لصفير الاتصال بقنصلية لبنان في السعودية وتعيين محام للدفاع عنه. 

وبالعودة إلى  قرار السعودية بمقاطعة المزروعات اللبنانية، والذي قد تليه قرارات مشابهة  من دول خليجية كالكويت والبحرين، فقد أثار قلقًا كبيرًا لدى اللبنانيين الذين يشعرون اليوم بأنهم يتعرّضون لعملية حصار على كافة الأصعدة، ووجّهوا اللوم والعتب إلى السعودية التي تحاول دائمًا تقديم نفسها كأخ اكبر للبنانيين، فيما تقوم اليوم بمعاقبة آلاف الأسر التي تعتاش من الزراعة، بسبب عمليات تهريب مخدرات، لا دخلَ لهم بها.

في ذات الوقت كانت جهات لبنانية عديدة تنفي أن يكون لبنان مصدرًا للمخدرات في المنطقة، خاصة وأن الشحنة التي أوقفتها السعودية كانت تضم فاكهة الرمان التي دسّ المهربون المخدّرات داخلها، مع الإشارة إلى أن موسم الرمّان لم يدخل في لبنان بعد. 

رئيس تجمع الفلاحين والمزارعين في البقاع إبراهيم الترشيشي قال إنّ الإنتاج الزراعي اللبناني بريء من تهمة تصدير المخدرات إلى المملكة العربية السعودية، وقال إن لبنان لم يصدّر الرمان في آخر سنتين، وأن شاحنة الرمان التي ضُبطت المخدّرات داخلها، مرّت في لبنان بواسطة الترانزيت قادمة من سوريا، وأن أوراقها سورية، ولا دخل لأي مزارع لبناني بها.

بينما طالب الناشط عصمت بو درغم بمحاسبة التاجر الذي استورد الرمان وشحنه إلى السعودية، بعدما قطع الحدود الأردنية، بدلًا من معاقبة شعب بأكمله،  فيما كان بعض الناشطين يوجهون أصابع الاتهام إلى حزب الله والنظام السوري بالوقوف خلف شاحنات المخدرات، خاصة وأن الحزب كان تعرّض لأكثر من اتهام في السابق بالتجارة بالمخدرات وبالأخص مادة الكبتاغون. وقد تم توقيف تاجر المخدرات حسن محمد دقو، وهو سوري الجنسية وتربطه علاقة جيدة مع حزب الله، ويُلقب بـ"ملك الكبتاغون"، الأمر الذي ساهم في تعزيز هذه الاتهامات، كذلك انتشرت صورة له مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ناشطون مصريون يطالبون بالتحرك لمواجهة العطش القادم بسبب سد النهضة

صورة تلقي السيسي للقاح كورونا بدون إبرة تثير موجة سخرية عبر مواقع التواصل