04-يونيو-2019

تقتل الأفاعي عشرات الآلاف من الناس حول العالم سنويًا (Michelle Redfern)

الترا صوت - فريق الترجمة

قاتل صامت، لا يلفت الانتباه كثيرًا رغم أن ضحاياه قد يزيدون عن 100 ألف سنويًا حول العالم. لكنه مع ذلك، في نظر كثيرين غير مذنب، إذ يجدون أن ما يفعله هو من باب الدفاع عن النفس. من هو؟ هذا ما ستعرفونه فيما يلي، نقلًا بتصرف عن موقع شبكة "CNN".


إنها الأفاعي، التي تقتل أكثر من 200 شخص يوميًا في جميع أنحاء العالم. فإن كان البعض يمتلك الخبرة والمعرفة في التعامل مع هذه الحالات وأسعفه الحظ بأن يكون قريبًا من مراكز إسعاف أو مستشفيات توفر المصل المقاوم لسموم الأفاعي حسب أنواعها؛ فإن فرص نجاته تكون معقولة. لكن هذا الأمر لا يتوفر للجميع على ما يظهر، حتى في الأماكن التي تنتشر بها الأفاعي السامّة وتهدد حيوات السكّان.

تقتل الأفاعي ما بين 81 ألفًا و138 ألف شخص سنويًا، وهي السبب وراء إعاقة أكثر من 400 ألف إنسان حول العالم سنويًا

فمعظم ضحايا لدغات الأفاعي لا يعيشون بالقرب من المستشفيات، ولا يتمتعون بالمعرفة الكافية بالثعابين وأنواعها. فالنسبة لهم، يمكن أن تكون خطوة واحدة في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، قاتلة.

اقرأ/ي أيضًا: ما يجب أن تعرفه للتخلص من سموم "الديتوكس"

أكثر من 100 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب الأفاعي

تقتل الأفاعي ما بين 81 ألفًا و138 ألف شخص سنويًا، وهي السبب وراء إعاقة أكثر من 400 ألف إنسان حول العالم سنويًا أيضًا. وتتفاقم مشكلة الأفاعي السامة بسبب النقص العالمي في المصول المضادة لسموم الأفاعي، وخاصة في المناطق الريفية في أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا، حيث مرافق الرعاية الصحية المؤهلة للتعامل مع هذه الحالات قليلة وبعيدة عن الناس في المناطق النائية.

الأفاعي
تقتل الأفاعي يوميًا 200 شخص حول العالم

ووفقًا لمؤسسة ويلكوم ترست البريطانية، وهي مؤسسة خيرية للأبحاث، فإن لدغات الثعابين تسبب الوفاة والإعاقة أكثر من أي مرض شائع مهمل من الأمراض المدارية المعدية، التي تنتشر في الظروف الحارة والرطبة، مثل الملاريا وحمى الضنك.

ويقول البروفيسور مايك تيرنر، مدير العلوم في مؤسسة ويلكوم، إن لدغات الثعابين ينبغي أن تكون حالة قابلة للعلاج. فمع إمكانية الوصول إلى المصول الصحيحة، هناك فرصة كبيرة للبقاء على قيد الحياة والحفاظ على حياة الناس. 

وأضاف ترينر أنه ما دام أن هذا العدد الكبير من الناس يتعرض للدغات الثعابين، فليس هناك مبرر للاستمرار في موت الكثير منهم إن كان هناك إمكان لمعالجة الخلل في الوصول إلى العلاج.

حملة أممية

هذا وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا، حملة للتعامل مع المشكلة التي وصفها نشطاء الحملة بأنها أكبر أزمة صحية مسكوت عنها في العالم.

وتهدف هذه الحملة إلى خفض عدد الوفيات والإعاقة الناجمة عن لدغات الأفاعي إلى النصف بحلول عام 2030، من خلال استثمار 136 مليون دولار في تثقيف المجتمعات المحلية لمنع التعرض للدغات، وجعل العلاجات أكثر فعالية وتحسين نظم الرعاية الصحية وتسهيل الوصول إلى المصول المضادة ورفع القدرة لدى الكوادر الطبية للتعامل مع هذه الحالات.

الأفاعي

مؤسسة ويلكوم ترست كانت من الجهات التي أسهمت في إطلاق هذه الحملة، حيث خصصت أكثر من 100 مليون دولار أمريكي لاستثمارها في هذا المجال على مدى السنوات السبع المقبلة، وهذا تغيير كبير في الأموال المخصصة للتعامل مع هذه المشكلة، مقارنة بالعقد السابق، حيث تم استثمار أقل من 38 مليون دولار فقط.

مصول غير فعالة

وفقًا لمؤسسة ويلكوم، فإن العالم لديه أقل من نصف المصول المطلوبة لعلاج حالات اللدغ الكثيرة التي يتعرض لها الناس يوميًا، وغالبًا ما تكون المصول المتوفرة في بعض الأماكن غير فعالة لأنها غير قابلة للتكيف مع الأنواع المحلية، إذ تقول الشركة إنه تم تطوير المصول لحوالي 60% فقط من ثعابين العالم السامة.

وهذه المشكلة مؤرقة بشكل خاص في أفريقيا، حيث يعتقد أن ما يصل إلى 90% من المصول المتوفرة غير فعالة، ما يجعل الناس يحجمون عن الذهاب إلى المراكز الصحية وتفضيل التعامل مع المعالجين المحليين والاعتماد على الطرق التقليدية التي قد لا تكون فعالة هذه الأخرى في علاج جميع الحالات.

الموت أو القرض

وحتى عندما يكون المصل متاحًا، فقد يكون أيضًا باهظ التكلفة، وهنا تكون فرص النجاة أقل للضحايا الفقراء. في المتوسط​​، تبلغ تكلفة قارورة واحدة من المصل المضاد لسم الأفاعي 160 دولارًا، وعادةً ما تتطلب الدورة الكاملة من العلاج عدة قوارير من المصل الواحد.

الأفاعي
نحو 90% من مصول سموم الأفاعي في أفريقيا غير فعالة

ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2013 في الهند، أن أكثر من 40% من الضحايا اضطروا إلى الحصول على قروض لدفع تكاليف العلاج، ومن أجل سداده، كان على العائلات غالبًا بيع الأشياء الثمينة.

تقول الدكتورة برناديت أبيلا ريدر من قسم مكافحة الأمراض المدارية المهملة في منظمة الصحة العالمية: "إذا كان الشخص يريد دفع تكاليف العلاج والمواصلات وإعادة التأهيل، فلا بد من التضحية بشيء ما أو الحصول على قرض، وأحيانًا يكون ذلك على حساب طعام الأطفال في المنزل أو كتبهم المدرسية".

يعتقد أن ما يصل لـ90% من مصول سم الأفاعي في أفريقيا غير فعالة، وإذا توفرت فإنها تكون باهظة التكلفة بشكل كبير

وبالإضافة إلى تطوير المصول ورفع فاعليتها، تخطط منظمة الصحة العالمية للتركيز على تعزيز نظم الرعاية الصحية والوقاية والتعليم، والتأكد من أن الناس يمكنهم التعرف على الثعابين السامة في مجتمعاتهم وإجراء تغييرات بسيطة في السلوك مثل ارتداء الأحذية والألبسة المناسبة عند التجول في الأماكن التي تنتشر فيها الثعابين السامة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"كرمال قلبك" تزوّج.. دراسة حديثة تؤكد أهمية الزواج لصحّة القلوب!

انفلونزا الخنازير في تونس.. خطر حقيقي أم خديعة لوبيات؟