28-مارس-2016

مقطع من مشهد تصويري (Getty)

(وفي "بيان لشعب مرسيليا" نصح العامة الصبر حتى يتاح لمجلس طبقات الأمة الوقت للموازنة بين المنتجين الذين يريدون أسعارًا عالية والمستهلكين الذين يريدون أسعارًا منخفضة، وأطاعه القائمون بالشغب، وبقوة الإقناع ذاتها هدأ تمردًا في إكس، وانتخبه إكس ومرسيليا نائبًا عنهما، فشكر الناخبين، وقرر أن يمثل إكس. وفي نيسان/إبريل 1789 اتخذ سكته إلى باريس ومجلس الطبقات).

المجموعات التي تشكلت بتمويلات متعددة المصادر باتت تشكل خطرًا على ذاتها أولًا

هذا جزء من دور "ميرابو" خطيب الثورة الفرنسية في التوجه للعامة من الفرنسيين، وصورة عن الفرادة في التعامل مع حالة هياج شعبي كان من الممكن أن تتخذ طابعًا دمويًا، لا يصل إلا إلى موت الكثيرين وضياع حقوقهم.

اقرأ/ي أيضًا: قصة حسين الراضي

هنا فيما نحن فيه.. سنجد العجب العجاب في تعاطينا التحريضي، والتخويني، والاصطفاف القطيعي في كل ما يصدر عن مجموعات باتت تشكل جزرًا صغيرة آيلة للغرق مع أول موجة عالية، وهذا يدلل على ضحالة المشاريع وآنيتها، وتعامل الكثيرين معها على أنها "هبشة" يجب استغلالها لأن مصيرها الزوال.

المجموعات التي تشكلت هنا بتمويلات متعددة المصادر باتت تشكل خطرًا على ذاتها أولًا، لأنها أضاعت هويتها في مسار التخبط والبحث عن جديد بعدما غرقت في تكرار شعاراتها، وأهداف تقفز من حضن لآخر فأضاعت البوصلة، وصارت خادمة لفكرة من يدفع. الضياع الأكبر في أنها في رحلة التكتل الشللية باتت أكثر انطواء وعنصرية، وصارت ترى البلد من منظار الطائفة والقومية والعرق، وبعضها ذهب أخطر من ذلك بدخوله في نفق المناطقية، وخرجت من بعضهم سقطات خطيرة في تفضيل أبناء الريف وتخوين أبناء المدينة.

اقرأ/ي أيضًا: شرطة أم مليشيات مسلّحة؟

تلك الشريحة التي شكلت جسد إعلام الخارج السوري المعارض، وصلت إلى إعلان ما لا تبطن فهي في اجتماعاتها الضيقة تقول شيئًا، وتعلن شيئًا آخر، وتعمل بمنطق المرحلة واليوم والمنفعة الآنية.

لكل هؤلاء الخارجين من عباءة الإلغاء؛ تعلموا من تاريخ الشعوب والرجال كيف تخاطب الحشود والشعوب

فضائيات تلحس ما تقوله، وتكتب عن عامليها، ومتعاملين معها أنهم حثالات وحشرات، بنفس المنطق الذي رفضته من الآخر، وابتعدت في توصيف الجسد الذي تنتمي إليه لدرجة الإسفاف، وتعاملت مع أخطائها على أنها حلال لها حرام على الآخر، وصدّرت خطاب التعصب، وانتمت لرايات لا وطن لها، ومع ذلك تسوق نفسها بعذراء الخدر التي لم يخدشها أحد. 

أي ويلات جلبتها الحرب على سوريا، ويلات لن تنتهي بالبدائل القادمة التي ستحرق ما بقي من البلد، وستمزق الرايات بعضها بفعل الموتورين وأصحاب المشاريع الصغيرة، وصناعة الأوطان المؤقتة، والقوميات المارقة، والطوائف التي سيغرقها دم التناحر؟

لكل هؤلاء الخارجين من عباءة الإلغاء إلى العباءة السوداء، تعلموا من تاريخ الشعوب والرجال كيف تخاطب الحشود والشعوب، والأجدر أن تتعلموا كيف تخاطبوا ذواتكم والآخرين.

اقرأ/ي أيضًا: 

تفجيرات بروكسل.. طريق اليمين الأوروبي إلى الحكم

خمسة أخطاء دمغت عهد السيسي