09-فبراير-2021

كوبولا أثناء تصوير فيلم العرّاب (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

المخرج الذي يؤمن أنّ جمال الأفلام لا يمكن أن يأتي إلا من الجمال الكامن في نفوس الناس الذين يشاهدونها، أنتج وكتب وأخرج على أساس هذه الرؤية الخاصة العديد من الأفلام، لكن اسمه التصق بشكل كبير بثلاثية العرّاب الخالدة، التي لا تزال تتصدّر المرتبة الأولى في مختلف قوائم أهم وأعظم الأفلام السينمائية على مدار التاريخ.

إنه فرانسيس فورد كوبولا صانع الأفلام والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الأمريكي.

ولد سنة 1939 في مدينة ديترويت، وعاش طفولته في نيويورك. ينحدر من عائلة إيطالية هاجرت إلى أمريكا قبل وقت وجيز من ولادته.


العرّاب

ثلاثية سينمائية انطلقت عام 1972، وتُوج الجزء الأول منها بأوسكار أفضل فيلم في تلك السنة. يحكي الفيلم ملحمة المافيا الإيطالية في أمريكا، راسمًا جوانب من حياتهم الحميمية، من خلال شخصية دون كورليوني (مارلون براندو) وعائلته وأصدقائه، في أحداث تدور في نيويورك في أواخر أربعينيات القرن الماضي. أما الجزءان الثاني والثالث فهما قصة صعود العرّاب الجديد دون مايكل (آل باشينو) الذي صعق الجميع بتوحشه الذي كان متواريًا وراء وجهه اللطيف، وأدار عملية الانتقام من كل أعداء العائلة، وأعاد للعائلة سطوتها.

المحادثة

فيلم صدر في عام 1974. نال السعفة الذهبية في مهرجان كان. كما رُشّح لأوسكار أفضل فيلم مع الجزء الثاني من العرّاب الذي صدر في السنة نفسها.

يحكي الفيلم قصة خبير في التسجيلات الصوتية اسمه هاري كول (جين هاكمان) يُكلف بالتجسس على زوجين، وعند الاستماع إلى التسجيلات الصوتية تثير ملاحظاتهم التي تبدو سخيفةً شكوكه، ويصل إلى فرضية أنهما سوف يُقتلان.

القيامة الآن

اقتٌبس من رواية "قلب الظلام" لجوزيف كونراد، أراد كوبولا من خلاله اتهام القيادة الأمريكية نتيجة همجيتها في حرب فيتنام. تلقى كوبولا السعفة الذهبية الثانية في مهرجان كان، بعد 5 سنوات من سعفة فيلمه المحادثة.

في جحيم حرب الفيتنامية، نقتفي خطى الكابتن ويلارد (مارتن شين) الذي يتم إرساله إلى الأدغال، لكي يغتال العقيد في القوات الخاصة للجيش الأمريكي والتر أي. كرتز (مارلون براندو) الذي يزعم الجيش الأمريكي أنه مجنون.

لا يزال الفيلم مثالًا ساطعًا على الصراع النفسي بين الأخلاق والغرائز، وكذلك على جماليات التصوير السينمائي.

شباب بلا شباب

اقتُبس الفيلم عن رواية للمؤرخ والأنثروبولوجي الروماني مرسيا إلياد التي تحكي قصة دومينيك ماتيي، الأكاديمي الذي دخل مرحلة متقدمة وباتت لديه ميول انتحارية، لكنه يحصل على فرصة ثانية في الحياة عندما تضربه صاعقة عشية الحرب العالمية الثانية، فيعود إليه شبابه ويرجع بالذاكرة إلى الوراء ويتجدد فيه الحماس للعودة إلى العمل.

قال كوبولا عن هذه الرواية: "أعلم أنها رواية غير تقليدية، لكني أعتقد أنها مفعمة بالحيوية والجنون. خلال قراءتي لها شعرت بأنني مغامر، لذلك رغبت في صنع فيلم يجسد كل هذه التفاصيل. أردت تقديم قصة تجذب وتأسر".

جسّد الفيلم قصة حب ملفوفة في لغز، واستطاع جعل الحدث الكارثي طريقًا لاستكشاف أسرار الحياة.

اقرأ/ي أيضًا:

فرانسيس فورد كوبولا: ليس لدي وقت للانتظار

في رحاب سينما الخيال العلمي