تظاهر آلاف التونسيين، يوم السبت، في شوارع العاصمة التونسية، في الذكرى 12 للثورة التي تمكنت من إسقاط نظام زين العابدين بن علي، في وقت تشهد فيه البلاد استمرار انقلاب الرئيس التونسي قيس سعيّد على المؤسسة البرلمانية، لتحمل التظاهرات تنديدًا واسعًا في مسار سعيّد منذ انقلابه في تموز/ يوليو 2021. وسبق ذلك انتشار أمني واسع في شوارع العاصمة، وتحديدًا في شارع الحبيب بورقيبة، في محاولةٍ لقمع التظاهرات الرافضة لانقلاب سعيّد وذلك بعد تغيير والي تونس العاصمة مواعيد وأماكن بعض المظاهرات ورفض ترخيص أخرى.

تظاهر آلاف التونسيين، يوم السبت، في شوارع العاصمة التونسية، في الذكرى 12 للثورة التي تمكنت من إسقاط نظام زين العابدين بن علي

وخلال التظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة، قال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، إن "تونس تحيي اليوم ذكرى الثورة في جو من الصراعات، في وقت يريد فيه قيس سعيّد فرض حكم مستبدّ بعد أن تحرر الشعب التونسي من الاستبداد في 14 كانون ثاني/ يناير 2011".

وأضاف الشابي "نحن هنا لإحياء ذكرى الثورة ولتأكيد أننا أوفياء لدماء الشهداء وأننا مثابرون في الدفاع عن مكتسبات الثورة والعودة إلى الحرية والديمقراطية". داعيًا للتضامن حول هدف رحيل سعيدّ عن السلطة، وقائلًا: "نحن ندافع عن الثورة ونسعى إلى استعادة الحرية لمجتمع يتميز بالتنوع والتعدد وتضحياتنا لن تذهب سدى".

كما نظمت تنسيقية الأحزاب الديمقراطية والاجتماعية بتونس، وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة، رفع خلالها شعارات: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"لا للشعبوية" و"حريات حريات دولة البوليس وفات" و"لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب".

وخلال الوقفة الاحتجاجية، قال أمين عام حزب العمال حمة الهمامي، "دعونا لهذا التحرك إحياءً لذكرى 14 كانون ثاني/يناير التي يريد قيس سعيّد أن يلغيها"، متابعًا: "في مثل هذا اليوم تجمع الشعب التونسي بكلمة واحدة ضد الدكتاتورية وأسقط الدكتاتورية بإسقاط رأسها آنذاك الرئيس السابق زين العابدين بن علي".

وأضاف الهمامي مخاطبًا سعيّد، قائلًا: "ستسقط مثلما سقط بن علي، أنت تريد أن تقيم نظامًا مستبدًا لكن مصيرك سيكون نفس مصير كل المستبدين،  إما السجن أو الهروب كما سبق أن هرب بن علي".

ونظمت مجموعة من المنظمات التونسية الحقوقية والنسوية، صباح السبت، وقفةً احتجاجية أمام مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، لإحياء الذكرى 12 للثورة التونسية، رفع خلالها شعارات منددة بانتهاكات الحقوق والحريات.

وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، خلال كلمة له في المجلس الجهوي لاتحاد الشغل، إن اتحاد الشغل سيكون في الشوارع إلى صف الشعب في النضال الاجتماعي والحقوقي والسياسي. مضيفًا "موعدنا قريب جدًا للدفاع عن تونس وستكون معركة وطنية ذات ضوابط وأهداف وآليات".

نظمت مجموعة من المنظمات التونسية الحقوقية والنسوية، صباح السبت، وقفةً احتجاجية أمام مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، لإحياء الذكرى 12 للثورة التونسية

وبمناسبة ذكرى الثورة، نشرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانًا، قالت فيه: "تحيي بلادنا الذكرى 12 للثورة وسط أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية متأزمة تحرم عموم التونسيين من تحقيق تطلعاتهم في دولة مدنية ديمقراطية تضمن الحقوق والحريات وتسودها العدالة واحترام القانون وتكريس المساواة".