22-يناير-2023
لوحة لـ رايمونس ستابرانز/ أمريكا

لوحة لـ رايمونس ستابرانز/ أمريكا

قيامة

فردوسٌ شائكٌ يعبره المُلثّمون في أبديةٍ سينمائيةٍ مشوّشة. ليس سوى الدخان. والشهداءُ مُعلّقون من رموشهم على نحيبٍ أعمدةٍ. يكاد يفتكُ بهم الملحُ. ما تبقى منهم لا يملأ إطارَ صورةٍ.

يحتجُّ الحجر والجدار وأنبياء دامون على حميرٍ داميةٍ مطالبين بمعجزة. والمعجزة هي أن تكون ميتًا الآن.

ثمة أرض تتنزه في العظام. سلاسلٌ وثمارٌ بكّاءةٌ هي ما تملك لتعطي.

عند قدميّ الله جثا إلهٌ منهكٌ في زنزانة. ودَعا أنْ يا جبالُ.. يا عتمةُ.. يا جحيمُ!

يطارد الجنودُ بحارا مُهَرّبةً كالنُّطَفِ في صَدَفٍ مُهَرّبٍ لا لشيء إلا ليمنعوا الأسماك من الرواية. والنجوم من الولادة.

وكانوا قد انتزعوا السماءَ وخاطوا قُماشها ثيابًا يرتديها المحكومون بالإعدام!

 

 الملوك

حسنٌ جدًا ما يناله المرءُ الفَكِهُ لمّا توجزُ الدعابةُ في طعنه، يتخيّر الندمانُ أيّ خصاله يتحلّون بها في حضرة الإبريق السيّد. والخمر ما يحلم به المخمورون على أرائك نرجسٍ في مجلسٍ هلامٍ. تدير النافذة رأسًا أو اثنين طربًا باليد التي تفتح جراح الهواء. أيّ موسيقى إذًا. أيّ وتر معتلٍّ يقطع رشاقةَ الأشجار.

سيجيء من الغابة خلف الجدار أو الجدار خلف الغابة النبأُ ما أخفاه الفلكيون في غبار الصور عن ممالك ضائعة كالخلاخل.

تداعي أيتها الرّياشُ فوق الجمع المتوجس وأطلقي طيورك المتوجسة في أجساد يغالبها الحريرُ. في خلوة مثل ما يأخذُ النائمُ من أثر النومِ إلى يومه.

إنها الوحشة تكاد تخلبُ الكؤوس في خيال الساقي. لا تحدثوا أنفسكم بالوحشة. ثمة جيشٌ يحاول الوصول. وبلادٌ تزحف على قلق. وبرابرة يتسلّون بذبح الأحصنة. أريقوا أنفاسكم قليلًا على السكاكين. فالشتاءُ هشٌّ بالبابِ، مسنودٌ إلى لهبٍ. والليل يوشك أن يبتلع حنينَكم إلى الموت.

 

أسرى

وجئنا بأسرى ليسوا أسرى، من زمنٍ انعقدت فيه الآجالُ على الشّفاه. كلٌّ يحمل قفلَه بيده. وينادي: أمي! أيّ الأمهات اللائي تخطفتهنّ الشواهدُ؟! لا أحد في انتظار أحد. زائل ما يتمنونه. والنعاس الذي تركوه على المخدات ما زال دافئا لكنه زال. والأسى بيتٌ من صور قديمة. بيت بنافذة واحدة لا تطلّ. وزال من الشمس ما زال.