22-يوليو-2020

من فعالية ويستوود في لندن (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

خرقت مصممة الأزياء العالمية، رائدة موجة البانك في الأزياء اللندنية، فيفيان ويستوود الحجر الصحي الذي تعيشه بلادها، بريطانيا، منذ بداية كوفيد 19 من أجل لفت الانتباه إلى المصير الذي قد يواجهه المبرمج والصحفي جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، في حال تم ترحيله من عهدة القضاء البريطاني العدلية إلى يد سلطات الولايات المتحدة الأمريكية. إذ أحضرت ويستوود علمًا فلسطينيًا وقفص طائر، لكن بحجم قارب ارتفاعه 3 وحدات مترية قبالة مبنى محكمة "أولد بايلي" في وسط أحد أحياء المال والأعمال في العاصمة البريطانية لندن، أينما تقع جلسات التمديد بحق المعتقل الأسترالي أسانج، إضافة لتخفيها بمساحيق تجميل تحيل إلى ألوان طائر الكناري. هذا وفق المحتوى الذي تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب شبكات الكابل المتلفز البريطانية وعموم وكالات الأنباء الكبرى.

يواجه جوليان أسانج، أسترالي الجنسية، اتهامات أمريكية تتوزع على 18 قضية تقع جميعها ضمن قانون التجسس الاستخباري الذي يخص المواطنين الأمريكيين أساسًا

حضرت ويستوود، الثلاثاء 21 تموز/يوليو 2020، إلى فعاليتها التضامنية مرتدية لباسًا أصفر اللون لتحتجز نفسها في القفص المذكور في إشارة إلى اعتقال جوليان أسانج. كما حضر في الخلفية العلم الفلسطيني رفقة عبارات تدين جرائم الحرب التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية في حروبها المختلفة والتي فضحها وقدم أدلة إدانة بها مؤسس موقع ويكيليكس ما تسبب بالمصير الذي يواجهه من ملاحقة تلاها اعتقاله من مبنى السفارة الإكوادورية في لندن. هذا المصير الذي لاقاه أسانج بعيد استلام الرئيس الحالي للإكوادور مقاليد السلطة في بلاده خلفًا للرئيس السابق رافائييل كوريا الذي لم يوفر أي مساعدة طلبها آسانج عقب اعتباره لاجئًا سياسيًا على أراض إكوادورية.

اقرأ/ي أيضًا: لائحة اتهام جوليان أسانج.. حجة "الأمن القومي" لقمع الصحافة

صرخت ويستوود في مجموعة المراسلين الصحفيين والتلفزيونيين الذي حضروا إلى المكان بدافع التغطية الصحافية قائلة " أنا جوليان أسانج، وأنا طائر الكناري الذي سيعطي الإشارة بموته أن المنجم عامر بالغاز السام" في إشارة منها إلى تقليد عمالي متبع في عموم أوساط عمال المناجم في المملكة المتحدة، إذ يطلقون ذلك الطائر لفحص مستويات الغاز وسميتها قبل دخولهم مساحة عملهم في باطن الأرض. ما يحيل إلى رسالة ويستوود ومقصدها بأن جوليان آسانج فيما يتعرض له من تنكيل إنما يتحمل أعباء كشف الحقيقة للجمهور والدفاع عن الحق بالوصول إلى المعلومة، خاصة تلك التي تتعلق بحقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ترتكب بحق الأبرياء. يشار إلى أن هذا التشبيه المجازي دارج شعريًا في البلاغة الأنجلوكيلتية، حتى أن أبرز مواقع الاستقصاء الصحافي بشأن القضايا الإعلامية والأخبار الكاذبة اتخذ "الكناري" اسمًا له، موقع كناري الاستقصائي.

كما طالبت ويستوود من قفصها بوقف إجراءات ترحيل جوليان أسانج، بل والإقرار بأهمية ما قام به عوض تجريمه والتفرج على المأساة التي يعانيها نتيجة ما قدمه على منبر حرية الصحافة والوصول إلى المعلومات. واتهمت ويستوود سلطات بلادها رفقة السلطات السويدية بالتواطؤ مع مجمع الاستخبارات المركزية الأمريكية للإيقاع بأسانج والإساءة  له كما انتهاك حريته وخصوصيته.

ويتسوود في الفعالية التضامنية (Getty)

سيواجه مؤسس موقع ويكيليكس ما حصيلته 18 اتهامًا، بما فيها التأمر واختراق شبكات حكومية محوسبة تحت تهمة التجسس أساسًا، في حال تسليمه للسلطات الأمريكية. وهو ما يثير حفيظة وقلق ناشطين ومنظمات حقوقية كثيرة في البر البريطاني وعموم أوروبا، كما مناطق أخرى من العالم، خاصة أن لهجة الوعيد الأمريكية لأسانج مستمرة في التصاعد رفقة تزايد حظوظ مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسيات الأمريكية جو بايدن، الذي يعد أبرز مهندسي المخطط الاستخباري ضد جوليان أسانج منذ سنة 2010، فمثلًا تثبت هذه المراسلة المسربة عبر ويكيليكس الصادرة عن جو بايدن شخصيًا دعوته للتعاطي مع أسانج على أنه إرهابي.

من الفعالية (Getty)

إلى لحظة إعداد هذا التقرير ما زال جوليان أسانج موجودًا في الزنزانة البريطانية ضمن سجن بيلمارش اللندني، ولا معيقات أمام ملف تسليمه لواشنطن وترحيله إلى أراضيها سوى تبعات كوفيد 19 في لندن والعالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف عرّى جوليان أسانج التلفيق والفبركة في مؤسسات إعلامية كبرى؟

الأمم المتحدة: جوليان أسانج يواجه الموت في بريطانيا بدافع "الانتقام"