21-يونيو-2018

يتباهى ضاحي خلفان بعلاقاته مع إسرائيل (تويتر)

في الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضي، تعرض مقر عسكري على الحدود العراقية - السورية يقطنه موالون للأسد، عراقيون وأفغان، لضربة جوية نفى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية مسؤوليته عنها، وذهبت أصابع الاتهام حول منفذها إلى إسرائيل، حتى نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمريكي، قوله إن "الغارة نفذت بواسطة طائرة إسرائيلية".

اعترف، بل وتفاخر، ضاحي خلفان بالتنسيق الأمني بين الإمارات وتل أبيب 

علق نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، والقائد السابق لشرطة الإمارة ضاحي خلفان تميم، على الحادثة في حسابه على تويتر، قائلًا: "بلغت إسرائيل عن تواجد خرفان إيرانية شرق سوريا فغارت على القطيع ومسحت به الأرض... وإيران تتكتم على نتائج المذبحة.. جيش القدس سيرد على إسرائيل حتما".

وتابع خلفان في تغريدة أخرى اتهاماته الدعائية ضد الدوحة، قائلًا إن "العالم وضع إيران دولة إرهاب"، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مسلحين مقربين من إيران، مضيفًا: "العجيب (أن) قطر تدعم دولة الإرهاب.. المصالح واحدة!!".

ثم يناقض رئيس الشرطة والأمن الإماراتي المثير للجدل نفسه تمامًا، بتغريدة ثالثة، كتب فيها: "شخصيًا أعلم تماما أن مركز الموساد الإقليمي مقره في قطر... لكن الموساد بالتأكيد لم يجبر قطر على التواطؤ معه.. تنظيم الحمدين أبدى رغبة جامحة في إتاحة مكان المركز الإقليمي للموساد في أراضيه".

وتأتي هذه التغريدة بعد 24 ساعة فقط من اعترافه بالتواصل مع إسرائيل، وتنسيق العمل الأمني والعسكري حول تنفيذ ضربات جوية لأهداف مختارة.

ولا تتوقف المغازلات الإماراتية، وتحديدًا من ضاحي خلفان لإسرائيل، باعتبار أنها حليف على الجبهة ضد إيران، رغم أنه نفسه ادعى عام 2010 أثناء تداعيات اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، أن "الموساد قاموا بتهديده مرتين"، على أثر كشفه لمعلومات تتعلق باغتيال المبحوح واتهام الموساد بتنفيذ العملية.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تستقدم حكومة أبوظبي من يتجسس على مواطنيها؟

وتأتي تصريحات الفريق خلفان تميم، بشكل يتسق مع الدبلوماسية الإماراتية تجاه إسرائيل، خلال العامين الأخيرين. وتتماشى تغريداته مع السياسية المتناقضة لأبوظبي، التي تعتمد على التفاخر في الفترة الأخيرة بالتنسيق مع إسرائيل، وتتبنى سرديتها بخصوص وصف حركات المقاومة بالإرهاب، وتتهم في نفس الوقت كل الدول التي تعارض سياساتها بالتطبيع.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قد أعلنت في 20 من شهر آذار/مارس الماضي، إجراء مناورات عسكرية بين إسرائيل والإمارات، ودول أخرى، في اليونان. وتتالت الإشارات حول تنامي العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، منذ عام 2010، نفس العام الذي تم به اغتيال القيادي محمود المبحوح في دبي، بحسب قائد شرطة الإمارة. كما تشير وثائق ويكليكس إلى أن الإمارات استقبلت فريق جودو إسرائيليًا بالتزامن مع حادثة الاغتيال.

ويأتي هذا التضارب لدى الفريق ضاحي، بطريقة تضع المتابع في حيرة من أمره حول رؤية الإمارات حول العلاقة مع إسرائيل، إذ تتبانها في حين باعتبارها مدعاة للفخر، وتعتبرها في أحيان أخرى تهمة، ترمى جزافًا ضد دول الجوار التي لا تتفق مع سياساتها.

يضع ضاحي خلفان نفسه في موقف يشبه الموقف الإماراتي إجمالًا، من حيث انبنائه على كثير من التناقضات، فالدولة التي يتهم جهاز مخابراتها بمحاولة اغتياله، تدرب القوة الجوية لبلاده، وتتشارك معها علاقات أمنية وتجارية وثقافية، إحداها بحسب ما أعلن هو تبادل للأهداف العسكرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيديو: فضائح إمارات التطبيع: "نحن وإسرائيل مثل الإخوة!"

"عشق" التطبيع مستمر.. رياضيون إسرائيليون في أبوظبي بدعوات رسمية واستقبال دافئ