21-ديسمبر-2023
منذ بدء العدوان أصدر الاحتلال الإسرائيلي العديد من أوامر الإخلاء للمدنيين (GETTY)

منذ بدء العدوان أصدر الاحتلال الإسرائيلي العديد من أوامر الإخلاء للمدنيين (GETTY)

استمرارًا في سياسة التهجير التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي منذ إطلاق عدوانه على قطاع غزة، عبر إصدار أوامر إخلاء في مناطق شمال وجنوب القطاع، أفادت الأمم المتحدة أن سلطات أمرت بإخلاء منطقة واسعة في مدينة خان يونس، والتي لجأ إليها الآلاف من الفلسطينيين، بعد عدوان الاحتلال الواسع في شمال القطاع.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في تقرير لها، إن الجيش الإسرائيلي أمر بالإخلاء الفوري لمنطقة تغطي حوالي 20% من مساحة مدينة خان يونس. وأشار المكتب الأممي إلى أن "حجم عمليات النزوح التي ستنجم عن أمر الإخلاء ليس واضحًا".

وأوضح التقرير، أن المنطقة المشار إليها كان يقطنها أكثر من 111 ألف مواطن، وبعد العدوان نزح إليها حوالي 141 ألف مواطن فلسطيني، يقيمون في 32 مخيّمًا في الوقت الحالي، أغلبهم من شمال غزة.

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تقرير إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمر بالإخلاء الفوري لمنطقة تغطي حوالي 20% من مساحة مدينة خان يونس

ودعا الاحتلال سكان المنطقة إلى إتباع التعليمات المصاحبة للخريطة، والانتقال على الفور إلى مناطق في جنوب محافظة خان يونس، وتحديدًا إلى أحياء الشبورة، وتل السلطان والزهر في محافظة رفح المكتظة بآلاف النازحين.

ويأتي طلب الإخلاء هذا في وقت كثف فيه جيش الاحتلال من عملياته في خان يونس، التي تشهد اشتباكات، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.

ومنذ بدء العدوان أصدر الاحتلال الإسرائيلي العديد من أوامر الإخلاء للمدنيين، وهذه المناطق التي جرى تحديدها على خريطة نشرها على الانترنت تغطي ما نسبته 30% تقريبًا من مساحة قطاع غزة، لكن بحسب المكتب الأممي، فإن "قدرة السكّان على الحصول على هذه المعلومات تتقوّض بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات وانقطاع إمدادات الكهرباء".

وتشير التقديرات الأممية، إلى أن الكثافة السكانية في مناطق جنوب قطاع غزة باتت تتجاوز 12 ألف شخص في الكيلومتر المربع الواحد، وهي زيادة تصل إلى 4 أضعاف عما كانت عليه قبل العدوان.

ويعيش النازحون في ظروف صعبة، إذ "يصطف الآلاف منهم أمام مراكز توزيع المعونات وهم في حاجة إلى الغذاء والماء والمأوى والحماية، في ظل الافتقار إلى المراحيض وما يكفي من منشآت المياه والصرف الصحي في المواقع غير الرسمية، ومراكز الإيواء المؤقتة التي لجأ المُهجّرون إليها".

كما تتفاقم الظروف المناخية من معاناة المُهجّرين بفعل فصل الشتاء البارد والأمطار التي غمرت الخيام وغيرها من مراكز الإيواء المؤقتة خلال الأسبوع الماضي.

بالإضافة لذلك، فإن الظروف المعيشية تزداد بؤسًا مع "زيادة الافتقار إلى الغذاء والمواد الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة، وتردي ظروف النظافة الصحية". وأدى ذلك إلى تضخم المشكلات المتصلة بالحماية والصحة العقلية، وتزايد تفشي الأمراض. فقد سُجّل أكثر من 360 ألف حالة من الأمراض المعدية، بما فيها التهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهاب السحايا واليرقان والقوباء وجدري الماء في مراكز الإيواء التابعة للأونروا.