03-يوليو-2019

الأميرة هيا بنت الحسين مع زوجها الذي هربت منه حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

لم تكن حادثة هروب الأميرة هيا بنت الحسين من زوجها نائب رئيس الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي، محمد بن راشد آل متكوم، الأولى من نوعها. 

لم يكن هروب هيا بن الحسين من زوجها محمد بن راشد آل مكتوم الأول من نوعه، فقد سبق أن حاولت ابنتي حاكم دبي الهروب، لكنهما لم تنجحا

سابقًا، اهتزت قصور حاكم دبي بحادثتي هروب من داخل قصوره حاولت تنفيذهما ابنتيه الأميرتين شمسة ولطيفة منذ عام 2000، دون أن تنجحا في محاولتيهما، ما يثير الشكوك حول الأسباب التي تدفع نساء قصور الأسرة الحاكمة في دبي محاولة الهرب بشكل مستمر.

اقرأ/ي أيضًا: الأميرة الهاربة.. لطيفة محمد آل مكتوم تفر من القمع الإماراتي مع جاسوس فرنسي

الشيخة لطيفة.. الأميرة التي منعها والدها من "استعادة حياتها"

بعد أيام قليلة من إعلان الصحف البريطانية هروب الأميرة هيا بنت الحسين من زوجها حاكم إمارة دبي محمد بن راشد آل مكتوم، أعاد المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية، كنيث روث، طرح قضية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد من زوجته الجزائرية حورية أحمد لمعاش. 

وكتب روث مغردًا عبر حسابه الرسمي على تويتر: "فرّت الأميرة هيا من زوجها محمد بن راشد آل مكتوم. أتمنى لها لجوءًا آمنًا. عندما حاولت ابنته الأميرة لطيفة الهرب، اختطفها واحتجزها بالقوة منذ ذلك الحين".

ووفقًا لما أثارته الصحافة البريطانية حول قضية هروب الأميرة هيا، فإن إقدامها على ذلك مرتبط بالشيخة لطيفة عندما فشلت في محاولة الهرب في آذار/مارس 2014. 

وبحسب القصة المتداولة فإن الشيخة لطيفة (34 عامًا) حاولت الهرب، لكن تم اعتراض القارب الذي كان ينقلها قبالة الشواطئ الهندية مع صديقتها الفنلندية تينا جوهياينن، والأميركي الفرنسي إيرفيه جوبير، لتتم إعادتها إلى دبي. وقد سبق للطيفة أن حاولت الهرب عام 2000 مع شقيقتها الشيحة شمسة، لكنهما فشلتا في ذلك.

لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم
لطيفة بنت حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم

وحاولت لطيفة في محاولة هروبها الثانية أن تثير قضية انتهاكات المرأة في الإمارات، عندما نشرت مقطعًا مصورًا لمدة 40 دقيقة تقريبًا، قالت في مقدمته: "إن كنت تشاهد هذا الفيديو، فليس هذا أمرًا جيدًا. فإما أن أكون ميتة، وإما في وضع سيء جدًا". 

وأوضحت لطيفة في الفيديو أنها عانت من ممارسات سيئة بعد محاولة هروبها الأولى عام 2000 من خلال تخديرها لدرجة الغياب عن الوعي، وأصبحت حريتها مقيدة، وغاضعة للرقابة من قبل أجهزة الدولة، كما تم حرمانها من القيادة والسفر، قائلةً إن محاولة هربها الثانية لأجل "استعادة حياتها"، متهمة والدها بتقييد حريتها وارتكاب جرائم بحق آخرين.

وحاولت الإمارات تلافي فضيحة هروب الشيخة لطيفة، وما كشفته عبر المقطع المصور الذي نشرته على الإنترنت بتنظيمها لقاء يجمع لطيفة مع المفوضة الأممية السابقة لحقوق الإنسان ماري روبنسون نهاية العام الفائت، إلا أن الأخيرة تعرضت لانتقادات حقوقية نتيجة قبولها بإجراء الزيارة، ووصف المحامي دافيد هايغ الذي ينشط في حملة "الحرية للطيفة"، دَوْر روبنسون في الزيارة بـ"المثير للشكوك"، مطالبًا إياها الإدلاء بـ"تصريح صادق".

شمسة.. الأميرة المخفية قسرًا

كانت الشيخة لطيفة لا تزال تبلغ 14 عامًا عندما حاولت الهرب للمرة الأولى مع شقيقتها الشيخة شمسة (38 عامًا)، فقد خططت الشقيقتان للهرب من رجال الأمن خلال رحلة كانت تقوم بها العائلة إلى إنجلترا، حيثُ يملك والدهما محمد بن راشد عقارًا كبيرًا، وإسطبلًا بارزًا لسباق الخيول الأصيلة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التي تضيف أن الموظفين الإماراتيين تعقبوا شمسة بعد هروبها مع شقيقتها إلى شارع بمدينة كامبريدج، وأجبروها على ركوب السيارة للعودة معهم، حيثُ انقطعت أخبارها منذ ذلك التاريخ.

الأميرة شمسة
صورة قديمة للأميرة شمسة المختفية قسريًا منذ عام 2000

وتقول الشيخة لطيفة إن شقيقتها تعرضت للتخدير منذ ذلك الحين، فيما تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن قانون العائلة الإماراتي ينص على معاقبة النساء في حال العصيان، مضيفةً أن الشيخة لطيفة تعرضت مع شقيقتها بعد فشل محاولة الهرب الأولى، للإساءة، فقد كان يتم سحبهما من الفراش لضربهما، كما أنهما حرمتا من الرعاية الصحية اللازمة.

وعقب محاولة الشقيقتان الفرار، اختفت شمسة دون أن يعلم شيء عن مصيرها حتى اليوم، أمّا لطيفة، وإثر الضجة الإعلامية حول قضيتها، فقد نشرت عائلتها في شهر كانون الأول/ديسمبر 2018 صورة لها في محاولة للإيحاء بأنّها تعيش بأمان في المنزل بعد "نجاتها" مما وصفته عائتلها بـ"عملية اختطاف". ومنذ ذلك الحين، لم تسمع منها أي من صديقاتها ولم يكشف أي تفصيل عن مصيرها بعد اختفاءها بشكل تام.

لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم
لطيفة مع صديقتها تينا جاوياين أثناء محاولة الهرب الثانية

الأميرة هيا.. آخر الهاربات من قصور حاكم دبي

حادثة هروب الأميرة هيا بنت الحسين (45 عامًا)، الزوجة السادسة لحاكم إمارة دبي محمد بن راشد آل مكتوم، مع طفليها جليلة (11 عامًا) وزايد (سبعة أعوام)، تعتبر المحاولة الناجحة الوحيدة حتى الآن من قصور نائب رئيس دولة الإمارات، بعد فشل ابنتيه سابقًا، والثانية خلال أقل من عامين، بعد مساعدة دبلوماسي ألماني للأميرة هيا على الهروب.

وتمكنت الأميرة هيا، الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني عبدالله بن الحسين من الهروب بدايةً إلى ألمانيا بمساعدة دبلوماسي ألماني، حيثُ طلبت اللجوء فيها. وتشير تقارير إلى أنها تقيم حاليًا في منزلها بالقرب من قصر كينسنغتون بوسط العاصمة البريطانية لندن، مؤكدة أن الأميرة هيا ابنة الملك الراحل الملك حسين قد انفصلت عن زوجها، وهما الآن في نزاع رسمي أمام المحكمة العليا.

وكشفت شبكة BBC عن أن السبب الذي دفع الأميرة هيا للهروب هو "خوفها على حياتها"، بعد أن "اكتشفت مؤخرًا حقائق مقلقة وراء العودة الغامضة للشيخة لطيفة"، رغم مدافعتها سابقًا مع المسؤولة الأممية روبنسون عن دور دبي في قضية إعادة الشيخة لطيفة. 

وقالت الشبكة البريطانية، إن هناك معلومات جديدة حول قضية لطيفة، علمت بها الأميرة هيا، ما جعلها عرضةً لعداء متزايد وضغوط من أفراد عائلة زوجها، حتى أصبحت لا تشعر بالأمان، وزاد خوفها من تعرضها للاختطاف بهدف إعادتها إلى دبي.

محمد بن راشد آل مكتوم
تثار الشكوك حول محمد بن راشد آل مكتوم بعد محاولات ابنتيه ثم زوجته الهروب منه

وتختلف حادثة هروب الأميرة هيا عن حادثتي محاولة هروب ابنتي ابن راشد الفاشلة، كونها أخت الملك الأردني عبد الله بن الحسين من والده، فضلًا عن تلقيها تعليمها في مدرسة براينستون في دورست ثم في جامعة أوكسفورد في بريطانيا حيث ترغب في البقاء. 

وهناك مخاوف من نشوب أزمة دبلوماسية بين بريطانيا التي تربطها مع الإمارات علاقات دبلوماسية قوية، في حال طلبت الأخيرة إعادتها، فضلًا عن نشوب أزمة مماثلة مع الأردن.

يثير هرب الأميرة هيا بنت الحسين من ابن راشد آل مكتوم، بعد محاولتين فاشلتين لابنتيه شمسة ولطيفة، سؤالًا عن سبب هروب النساء منه 

ويُرتقب خلال الأيام القادمة أن تُكشف المزيد من التفاصيل في قضية هيا، التي ربما تكشف أيضًا عن تفاصيل غائبة في قضية كل من لطيفة وشمسة، مع سؤال يزداد طرحه إلحاحًا: لماذا تهرب النساء من حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم؟!

 

اقرأ/ي أيضًا:

دبي.. جنّة "حريات" مزعومة لمن يلتزم الصمت فقط!

الإخفاء القسري في الإمارات.. مساواة في التنكيل ضد الجميع!