02-أبريل-2017

محمد تميمي/ الأردن

أن لا أتعرف على نفسي
إلا إثر إعلان تلفزيوني
عن ضياع إحداهن!
ترتدي قبعتي في صورتها
وأسرق نظراتها الفاتنة
أتلبسها
كلما مرّ الأسمر جارنا
لأفتنه
ولا يلتفت.
كلما سمعتُ أمي تناديني
يقتلني الخوف
أن تكون الضائعة أنا
أُسرع للمرآة
أتفقد أوجه الشبه
بين المعلن عنها
وبيني
ليتضح أن الظلام سيد الموقف
وأنني أنا ابنة لليل
وأن أمي في قبرها
منذ سبع ليالٍ
أتعثر بالخبر مرة أخرى
يساورني الشك حيال نفسي
يقولون إن لها شامةً مُثيرة
فوق نهدها الأيسر
هه، بسيطة
أتعرى
أترك ملابسي على الأرض
أقابلني
وتضحك أنا عليّ
فيبدو أنها
لأول مرة تراني عارية
أنتفخ بحمرتي
وأضيّع ملامحي 
أثناء محاولات قفزي بين النمش الذي 
يغطي صدري
أبحث عن شامة ولا أجدها
لأكتشف أنني بساقٍ واحدة
وأن السنوات التي
قضيتها أمشي
بيت جارنا
مسافة قريبة 
أكلت ساقي
وأن الطين الذي عبرت فوقه
يبكي الآن حالي
ويعطيني فرصة أخرى
في صنعي
يقول لي:
"ملكُ يمينك، اصنعيكِ كيفما شئتِ"
لأُخرج من نفسي
صورةً طبق الأصل
عن فتاة الإعلان
متباهيةً بأن الدنيا 
رأسها بات عقبًا
إثر اختفائي
وصوت داخلي الدائم
يتلاشى كلما سمعت 
فرحة أحدهم بعودتي
ليمسخني الله
وأسيل على الشارع
كلما رزق عباده المطر
مرددة "أيوجد على الأرض من يفتقدني؟"
وتعلق خصال شعري
في حذاء جارنا الوسيم
ليبصق أرضًا
ويسب المطر والطين
الملتصق بقدميه
ليذكرانه بي
الملتصقة للأبد،
فتاة الإعلان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا صورة كاملة

قهوة بطعم أسود