29-مارس-2017

خسرو حسن زاده/ إيران

كوبُ القهوة ساخن 
لا يمهِلني الوقت أرى 
لا تُمهِلني المطر الجليدي 
ولا مِظلتها 
الوردية 

لا زجاجَ يفصل المكان عن ظلّه الليلي 
تتسربُ الكلمات كسرب قطا على مهلٍ 
تتسرّبُ رائحة البنِّ 
والعطر.. ووجبة المساء 

أن أتركَ حِمْلِيْ وأتبعها 
كالصيادين 
فـ 
مغفورةٌ.. تفّاحتي الأولى 
يا سماء 
مغفورة يا ربة الفجر 
نبوءتي 
أتبعها 
تُشفي الأعمى في سلوام 
وفي بحر الجليل 
أشهدُ تكثير الخبز.. والسمك.
.
لو أني أخلَع عني وجهًا ألبسُ آخر 
كما في القص الديني 
لدخَلتُ المكان سائس خيل 
أسرجُ للزمن حصانًا ملكيًا أسود 
وأقتُلُ في الزمن حِصانًا 
ملكيًا.

الرّيحُ لم تأتِ بجديد 
حركَت الأغصان العاريات 
فسقطنا 
كثلج قديم أحالَهُ الوقتُ غبار

الرّيحُ لا جَسَدَ لها
لا اتساعات فوق السهل.. كنّا فيه الصّوَر
لا بيوت تجمعُها.. حين الليلُ 

افتَح عينيكَ 
هذا ضبابٌ شفّافٌ.. خلفَ ضبابٍ شفّاف 
لا الرؤية تبدو زرقاء
ولا أنتَ 
هذا ضبابٌ يحوم حول كروم الزيت 
يأتي الصّيفُ بعدَ الصيف 
والرؤية 
إغراءٌ ناري 
قطيعُ فَراشِ.. نام في الظُلمة.
*

المرأة في المعطف الأحمر تُشير بإصبعها 
نحو الجبل البعيد 
تقولُ لرجل بلا ملامح 
هناك الحُزنُ أقل 
والثلجُ واللهُ.. وصلوات الصباح.

يعبران الشارع جهة الحديقة البيضاء 
أرى معطفها الأحمر يذوب في الثلج كبقعة دمٍ طازجة 
وأفكّر 
أن الرجلَ يمسكُ يدها الباردة 
يمسكُ من الحياةِ ما يكفي ليوم واحد 
خُبزُ يوميٌ 
صلاةٌ قديمة فوق جسد الإله.

الحافلة المعدنية تقهقه ضحكًا 
اصعد يا هذا 
اصعد لتدور مع الكوكب دورتهُ 
لا حاجة تفتح عينيك على الثلجِ والأرصفة الباردة 
لا حاجة تحيا في وهم الحياة الصُغرى 
تعال إلى الموت الأبيض 
سعيدًا كتينة لعنتها السماء 

أعودُ على بدء
أشرب قهوتي 
قهوتي التي ما زالت بطعم أسود 
أفتح كتابًا فتتساقط الحيوات آلافًا
وأحتار 
أي وجه ألبسُ الليلة. 
*

زجاجٌ شفّيف 
يفصلني عن نهاية الكون 
يُقال إن زرقاء اليمامة 
مرّت من هنا 
تبحثُ عن عينيها في أنقاضِ المدينة 
تبحثُ في زجاج عينيها 
عن مراثٍ للرجل الأخير.

الفجر يعرّي ظهر المدينة 
يخلقُ المرتفع للظل ظلًا طويلًا
فينساب شعرها 
صدئًا في المدار السابع للبحر 
صدئًا ينسابُ عن لافتة تقول:
دمشق شرقًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قلبي يسيل هناك في شوارع حلب

ثلاثة أيام من الحرب