15-يوليو-2022
مقطع من لوحة لـ مان ري/ أمريكا

مقطع من لوحة لـ مان ري/ أمريكا

خطأ في الصورة

 

في الصورة،

يخضعُ الصوتُ للصمت، وتسقطُ الحركةُ في الثبات

للكاميرا أقدارٌ مثلنا، إذ أنّها ترى ما لا يراه المصورُ.

في الصورةِ

تقفُ لحظةٌ وحيدةٌ فارةٌ من دِقة الوقت.

في الصورة إذا ما ابتسمنا، نُجرد من مشاعرنا

إذ إننا لا نسأل لم لا يبتسمُ المصورُ مثلنا،

في الصورة وحدها، يترجلُ الوقتُ عن رجليه برهة،

ثم يطيرُ بلا أجنحة.

في الصورة

ننسى كلَّ شيءٍ لأجلِ لحظةٍ خالدةٍ، إلّا أنّها تبقى لحظة.

في الصورة

نعيشُ اللحظةَ لحظةً، ثم تصيرُ إلى البقاء، ونصير إلى البقاء داخلها، ولكن إما نسافرُ إلى الموت إن نُغادرها؟

في صورة خطأ فاتنا والمصورُ أن نُدْرِكَه:

ما سألنا لم لا ينمُ الوقتُ في الصورة

مثلما ينمو خارجها؟!

 

رجل يسير فوق أهله

 

قبل أن أبدأ، كلّ شيء سينتهي..

هل تُصبح حياتي مثلما أُريدُ أم إنّها تصير مثلما شاؤوا؟

هل ثمة فيصلٌ من رصاص؟

أتيتُ من أقصى الامنيات، من مكان لا تلتهمه الأسئلةُ،

ولا تقذفه الأجوبة، مكان أوله ظلام،

وآخره صياح، ثم صرتُ مجهلًا، يمشي على قدمين؛

سعيًا لمجهول.

وها صورتي الآن أشد خفوةً.

من أين أتيت، ينشدني المكان؟

لم أتيت، يقول لي الوقت؟

كيف أمسيت؟

في اللحظةِ هذه يخذلني الصمتُ.

صرت ضياعًا غليظًا، يحمل ضياعًا، ويسيرُ فوق أهلِهِ،

ربما، سحقتُ يدًا لجدي، أو كسرت ضلعًا لأحدهم،

ربما، حين كنت طفلًا، فأقفز من مكان لآخر، استنقذني أحدُهم وألقيت تُرابًا في فمه؛

إذ ظّننت اللعبَ أبقى من الموتى.

 

خللٌ في الانتماء

 

حدثيني عن الغياب، وقولي:

إنه شجرةٌ قُطعت، لكن أهلها لم يكفوا عن سقيها.

حدثيني عن الماء، وقولي:

إنه شخص قريب عائدًا من البعيد.

حدثيني عن الصمت، وقولي:

إنه كلام عائم في التفكير.

حدثيني عن السكر، وقولي:

إنه رجل حكيم يصوب الاخطاءَ أو يرقص بيننا.

حدثيني عن الانتماء، وقولي:

إنه رجل يختزل العالم بامرأة أو كتاب.

حدثيني ثانية عن الانتماء، لأقول:

لستُ منتميًا لعائلةٍ، أنتمي للسدرة التي قُطعت،

وشيدوا أهلي محلها بيتا صغيرًا لأخي، فطلق زوجتَه,

ولم يفكر أن يسقيها.