02-ديسمبر-2019

دار الطير، وسط مدينة تطوان (ألترا صوت)

  • إلى تطوان

 

أطرد إغراء الشعر عن المدينة

وأكتم السبب عن قارئ يعبر القصيدة

مساحة لغز، حقل ألغام،

وحده أعمى يقطعه، محافظًا على أعضائه

كاملة.

 

عادة سيئة؛ أن يكون لكل مولود أبوان

غارزًا أصبعه في أنفه، يقف الكلام بعيدًا

يتفرّج.

 

لا حدود بين الواقعتين

 

يدي ترتعش، أتأمّل الأمر للحظة 

وأنظر اتجاه صديقي الأعرج

له قدمان كاملتان، يحلق

 

تلحق الشوارع المارة

بينما النّظرات تمسح الصوت

على الجانبين

يكشف غورغيس عن قضيبه الصخري

كل ما تشتهي أنثى

مدينة بعينين.

 

كلَّما نظرا فوق رأيا البرونز يحرس

جسدًا،

أفكر، إن كان من ضروري أن يمتلك

الجسد/الكلمة؛

 

 قبل ساعة، كانت الأرض المرصوفة تثرثر

آخر خطوات امرأة

كانت الزرقة الآسرة تتجاذب خيوط الروح

وتطيرها وراءها،

ممرّرًا أطراف أصابعي على السطح البارد

أتفقّد مكان قلبي، بين الأزقة

خفّة عرضية تغسل الوقت بدمع أبيض

أسمع الأنثى تعبر وأتذكّر؛ أني أصم!

 

تحمر الجدران

من خجل، المغيب

مئة نملة لا تكل زحفها

على ساق المكان

يطل غورغيس مجددًا:

آه يا امرأتي الجميلة!

تزداد الجدران حمرة، والنمل يطير

كالملائكة

 

شهدتُ أعشاش حمام كثيرة

وبشكل معاكس، غربان أكثر

تملأ الأفق

هذا المحتجز بين اثنتين

غرائبي كما هو، لا شاعر يؤنس وحدته

وحدة الليل الأخرس.

 

أجلس،

حيث ينتهي الموكب

الديونيزي

حيث الماء يحتفي بذكرى ميلاده

هامسًا، عبر السواقي المتشابكة

يدي ترتعش، تصارع القصيدة

أنظر إلى صديقي الأعرج

واليوم يصارع النوم

في غرفة بفندق "برينسيبي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

في العاصفة

كيف أنجو من الأيديولوجيا؟