03-نوفمبر-2015

عودة أهالي بنغازي إلى أنشطتهم تدريجيًا(ألترا صوت)

مع انخفاض زخم الحرب، عادت الحياة اليومية تدريجيًا إلى طبيعتها في مدينة بنغازي، أكبر مدن الشرق الليبي، رغم ما تشهده من ارتفاع جلي في أسعار المواد الغذائية والصحية بسبب نزول سعر الدينار الليبي مقابل الدولار الأمريكي واستمرار حالة النزوح لأكثر من 46 ألف عائلة، بسبب الحرب الدائرة في المدينة منذ 15 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

يستغرب محمد الشريف، سائق سيارة أجرة من صمود أهالي بنغازي واستمرارهم في الحياة. ويقول لـ"ألترا صوت": "أهالي بنغازي مذهلون. قمت منذ فترة بإيصال أحدهم إلى سوق تجاري والسوق في شارع يبعد حوالي 300 متر فقط عن أكثر الشوارع عنفًا وقتالًا ودمارًا وهو شارع تسيطر عليه عناصر تنظيم الدولة ويتميز باشتباكات مستمرة مع الجيش الليبي. رغم كل هذا كان الشارع مزدحمًا بالناس والحياة فيه طبيعية جدًا".  

عادت الحياة اليومية تدريجيًا إلى طبيعتها في مدينة بنغازي الليبية رغم تواصل الارتفاع الجلي في أسعار المواد الغذائية والصحية

مؤخرًا، عاد تلاميذ المدارس إلى مقاعدهم وكراساتهم في بنغازي وكذلك طلبة الجامعة رغم تدمير مقرها الأصلي، الذي تحول الآن إلى ساحة حرب. يدرس التلاميذ اليوم في مدارس بعيدة عن مناطق الاشتباك وتم اعتماد مقرات مؤقتة لطلبة جامعة بنغازي يزاولون فيها دروسهم بعد توقف لأكثر من عام.

ترى حنان عبد الكريم، طالبة طب بشري بالسنة الرابعة في الجامعة، أن "الحلول التي أوجدتها إدارة المدينة كانت جيدة ومكنت من تواصل الدراسة والامتحانات بشكل جيد وبتنظيم ممتاز رغم الظروف القاسية". وتستدرك حنان: "لكن الإدارة التعليمية تأخرت في هذه الخطوة، التي كانت عليها اتخاذها قبل عدة أشهر. لا يجب أن توقف الحرب حياة أهالي بنغازي كما لا يجب أن تمثل عائقًا أمام أحلامنا كطلبة".

وساهم ارتفاع الأسعار في كساد اقتصادي تعيشه المدينة هذه الأيام لكن دون أن يؤثر بشكل ملحوظ على الحياة في بنغازي. يعلق فرج العوامي، صاحب مقهى في أحد أحياء بنغازي البعيدة عن الاشتباكات، لـ"ألترا صوت": "الإقبال على المقهى كبير، ويعود ذلك لتوقف العمل ببعض الشركات والهيئات بسبب الحرب وارتفاع ساعات الفراغ بالنسبة للكثيرين إضافة إلى ارتفاع أعداد السكان بهذا الحي، الذي نزحت إليه عديد العائلات والتي كانت تسكن في السابق في مناطق الاشتباك حاليًا".

في الأثناء، يؤكد عدد من خبراء الاقتصاد أن "المدينة قد تشهد نهضة اقتصادية في حال انتهاء الحرب قريبًا وعودة الدينار الليبي لمستواه وبداية مرحلة إعادة الإعمار" وتعود بذلك بنغازي من جديد عاصمة اقتصادية للشرق الليبي وإحدى أهم المدن الليبية.

اقرأ/ي أيضًا:

عودة مدرسية وجامعية متعثرة في ليبيا

اللغة الأمازيغية تدخل الجامعات الليبية

غدامس الليبية.. مدينة تفقد ملامحها