30-يونيو-2016

في الخليل بالقرب من موقع العملية (Getty)

لم يمض الخميس 30 حزيران/يونيو 2016 على عائلة الطرايرة من بلدة بني نعيم في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المُحتلة إلا وتفاقمت الوقائع على كاهل العائلة بحضور قوات جيش الاحتلال إلى منزلهم واعتقال رب الأسرة، ناصر طرايرة، والد الشهيد محمد "18 عام" منفذ عملية الطعن في مستوطنة كريات أربع بالقرب من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل صبيحة اليوم.

اقرأ/ي أيضًا: الأمن المصري في مواجهة غضب طلاب الثانوية

أسفرت العملية التي أقدم على تنفيذها الطرايرة الابن عن مقتل مستوطنة إسرائيلية على الفور، وإصابة مستوطن آخر بوضعية حرجة. الأمر الذي أثار التساؤلات في الأوساط الإعلامية والاستخبارية الإسرائيلية هو كيف لفتى فلسطيني أن ينجح بالوصول إلى أعناق مستوطنين إسرائيليين في تلك المنطقة تحديدًا، فهي، أي مستوطنة كريات أربع ومحيطها من تل الخارصينا وحتى الحرم الإبراهيمي ترزخ تحت رقابة وحضور عسكري مشددين لطرف جنود الاحتلال، كما أن مئات قطع السلاح الناري الأوتوماتيكي، خاصة إسرائيلية الصنع التي تشكل مصدر فخر "قومي" لحامليها"، معلقة على أكتاف عشرات المستوطنين، من الشبان وحتى من النساء والأمهات والأطفال ليروعوا ويقتلوا فيها أهل الخليل على الدوام.

رفض الفلسطيني للوقائع التي يغصب عليها يوميًا متجدد ومستمر، فكيف الحال عندما تكون الاستفزازات والانتهاكات مستمرة وبوتيرة كثيفة؟!

كل هذا الحضور الاستيطاني العسكري المكثف لم يمنع طرايرة من الإقدام على فعلته، بل والنجاح فيها، لهجة الاستعجاب/الاستغراب هذه شابت أحاديث معلقي إذاعات الاحتلال وشاشاته، لم لا، رفض الفلسطيني للوقائع التي يغصب عليها يوميًا متجدد ومستمر، فكيف الحال عندما تكون الاستفزازات والانتهاكات مستمرة وبوتيرة كثيفة، بدءًا من المسجد الأقصى وما يشهده من اقتحامات وتفلت لأمن الاحتلال ومستوطنيه ضد من يقضون شهر رمضان في جنبات أولى القبلتين، وصولًا إلى قرية العراقيب البدوية في النقب التي شهدت مؤخرًا الهدم والإجلاء القسري للمرة الـ100 على التوالي خلال السنوات القليلة الأخيرة.

اقرأ/ي أيضًا: تفجيرات القاع.. تطرح أسئلة جديدة على اللبنانيين

ما يميز المعادلة المتعلقة بالحديث والتحليل لدوافع الفلسطيني على الإقدام على ارتكاب أعمال/عمليات مماثلة، وضوح الدافع وصعوبة التشكيك حوله، فحتى في إدانة الاحتلال لأعمال المقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب، فإن هذه إشارة، إن لم تكن شهادة، على أن خللًا ما حاصل لنكون أمام حالة العداء الجمعي المستمر هذه. وفي محاولة للالتفاف على "الرأي العام الدولي" يجرب الإعلام الإسرائيلي، خاصة ذلك الناطق بالإنجليزية والفرنسية، المقاربة بين ما تشهده أوروبا، وحتى تركيا مؤخرًا، من عمليات إرهابية من طرف تنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيمات مشابهة، وأعمال المقاومة التي تحصل من طرف الفلسطينيين، وهنا يكمن التحدي الإعلامي المستمر أمام الفلسطينيين في الدفاع عن مقاومتهم وتوضيح حقائق آخر سبعة عقود من الاستعمار لبلادهم.

بالعودة لحيثيات عملية هذا الصباح، يتضح وفق التشخيص الصادر عن شرطة الاحتلال في منطقة جنوب الضفة الغربية أن الشهيد طرايرة قام بالتنفيذ بشكل منفرد دون أي مساعدة من أحد، مما يعيد ظاهرة العمليات الفردية إلى الواجهة بعد غياب طفيف، فيما يستمر اعتقال الوالد، وإغلاق البلدة بالسواتر الترابية وحواجز جيش الاحتلال ولم يسلم جثمان الشهيد بعد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الحرديم.. مئات آلاف الإسرائيليين وظيفتهم الإنجاب

حنين الزعبي للاحتلال: جنودكم قتلة