21-يونيو-2018

الفهرس السوري

ألترا صوت- فريق التحرير

عن "منشورات المتوسّط"، صدرت حديثًا مجموعة شعرية جديدة للشاعر السوري علي سفر، تحت عنوان "الفهرس السوري"، لتُضاف بذلك إلى 6 مجموعاتٍ شعرية سابقة في رصيد صاحب "يوميات ميكانيكية".

تُخلص نصوص علي سفر للأمكنة الجديدة طالما أنّ للسوريين حصّة فيها من القهر والمعاناة

في حديثه لـ "ألترا صوت"، يقول علي سفر أنّ هذه المجموعة جاءت استكمالًا لما بدأهُ في مجموعته السابقة "يوميات ميكانيكية" التي صدرت سنة 2014. ويرى سفر أنّ تدوين الوقائع اليومية السورية هو المنصّة التي جعلت المقاربة الشعرية تتّجه نحو مستويات جديدة من الألم والعاطفة على صعيد التجربة الشخصية، وعلى صعيد رؤى النص المغاير والمختلف.

اقرأ/ي أيضًا: حسام هلالي الفائز بجائزة أسامة الدناصوري: "لست كابوسيًا في كتاباتي"

ويضيف مُحدِّثنا علي سفر: "كان الانحياز في الكتاب الماضي لليوميات وتفاصيلها أعلى بحكم أنّ الدّم السوري المُراق كان حينها طازجًا. ولكن مع الفهرس السوريّ، ذهبت الكتابة نحو ترويض النص، ليصبح بطاقته الإبداعية صورة موازية أو صورة تُحاول اللحاق بالأسى السوريّ الكبير الذي توزّع على كلّ شيء، وصار من الواجب فهرسته".

النصوص التي كُتبت بين أربع مدن هي دمشق وعمّان وغازي عنتاب وإسطنبول، والتي، كما جاء على لسان علي سفر، تُخلص للمكان بوصفه حاضنها وتعيد التصاقها به طالما أنّ للسوريين فيه حصّة من القهر والمعاناة؛ جاءت كتوثيقٍ جديدٍ لمرارة الأيام التي عاشها ويعيشها السوريين، وذلك في ظلّ المعاناة التي لا تقتصر فقط على القصف اليوميّ والهمجيّ للمدن والبشر، إنّما تأخذ أشكالًا مختلفة وأشدّ قسوة. وتاليًا، يكتب علي سفر نصوصًا تُبدي اكتراثًا أكبر بالفجيعة السورية والتفاصيل التي يحاول جاهدًا ألّا يغفل عن أدّقها وأصغرها.

هكذا سوف نجد علي سفر قد اتّخذ من الشعر وسيلةً للتوثيق. ونراهُ قد اتّخذ من التقمّص وسيلةً لسرد ما يعيشه السوريين، شعريًا. ذلك أنّه يظهر في مجموعته هذه شهيدًا يروي ما عاشه إلى لحظة وفاته، مكوّنًا بذلك مشاهد أقرب ما تكون إلى مشاهد سينمائية تبدأ بالدوران في ذهن القارئ أثناء القراءة. ولا يقتصر الأمر طبعًا على الشهداء، إذ تتبدل الأدوار باستمرار داخل المجموعة، فعدا عن الشهيد، يتقمّص علي سفر شخصيّة صديقٍ من أصدقائه. أو يتقمّص شخصيات مختلفة لمهجّرين ومغتربين وغرقى في البحر، ليروي الواقع السوريّ بعيدًا عن العاطفة.

يُذكر أنّ علي سفر شاعر وكاتب سوريّ، يعمل في مجال الصحافة والإعلام. وقد صدر له خمسة مجموعات شعرية، وهي بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه: "بلاغة المكان" و"صمت" و"يستودع الإياب" و"اصطياد الجملة الضالة" و"طفل المدينة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

فرناندو بيسوا.. مذهب حدسي في الكتابة البوليسية

نغم حيدر.. غزال يعدو في الساحة