25-مايو-2024
مجاعة وتلف مساعدات في غزة

(Getty) منذ العدوان على رفح، وسيطرة الاحتلال على معبرها، والمساعدات الإنسانية تدخل إلى قطاع غزة بوتيرة منخفضة للغاية

تتلف المساعدات الإنسانية، وتتعفن وهي في طريقها إلى قطاع غزة، بعد أيام من الانتظار على الجانب المصري من الحدود، نتيجة احتلال جيش الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح.

وكان معبر رفح نقطة دخول رئيسية للإغاثة الإنسانية وكذلك بعض الإمدادات التجارية قبل أن تكثف إسرائيل هجومها العسكري على الجانب الغزاوي من الحدود في السادس أيار/مايو وتسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني في اليوم التالي لهجومها.

ومنذ العدوان على رفح، وسيطرة الاحتلال على معبرها، والمساعدات الإنسانية تدخل إلى قطاع غزة بوتيرة منخفضة للغاية.

حذر المرصد العالمي للجوع من مجاعة وشيكة في أجزاء من قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون شخص

وقال سائق الشاحنة محمود حسين، إن بضائعه ظلت محملة على سيارته لمدة شهر، ثم فسدت تدريجيًا تحت أشعة الشمس. مشيرًا إلى أنه يُتخلّص من بعض المواد الغذائية، ويتم بيع البعض الآخر بسعر رخيص.

وقال وهو يجلس تحت شاحنته: "التفاح والموز والدجاج والجبن، أشياء كثيرة فسدت، وتمت إعادة بعض الأشياء وبيعها بربع سعرها. يؤسفني أن أقول إن البصل الذي نحمله ستأكله الحيوانات في أحسن الأحوال؛ بسبب الديدان الموجودة فيه".

وبدأ تسليم المساعدات لغزة عبر معبر رفح في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، بعد أسبوعين من بداية عدوان إسرائيل على قطاع غزة.

ويقول مسؤولو الإغاثة إن تدفق المساعدات يتباطأ في كثير من الأحيان؛ بسبب عمليات التفتيش الإسرائيلية والعدوان على غزة.

وحذر المرصد العالمي للجوع من مجاعة وشيكة في أجزاء من قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون شخص.

منذ 7 أيار/مايو، لم تعبر أي شاحنات عبر معبر رفح، ولم يعبر سوى عدد قليل جدًا من الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. ومنذ ذلك التاريخ، دخلت غزة ما يزيد قليلا عن 900 شاحنة محملة، مقارنة بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا مطلوبة.

وقال رئيس الهلال الأحمر المصري في المنطقة خالد زايد، إن حجم المساعدات المنتظرة في شمال سيناء في مصر أصبح الآن كبيرًا جدًا، وبعضها عالق منذ أكثر من شهرين.

وأضاف "بعض طرود المساعدات تتطلب درجة حرارة معينة... وننسق في ذلك مع متخصصين مدربين تدريبًا عاليًا على تخزين المواد الغذائية والإمدادات الطبية. ونأمل أن يُعاد فتح الحدود في أقرب وقت ممكن".

وحتى 16 أيار/مايو، كانت أكثر من 2000 شاحنة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية تنتظر دخول غزة، بما في ذلك 1574 شاحنة تحمل إمدادات غذائية، وفقًا لوثيقة للأمم المتحدة اطلعت عليها "رويترز".

وفي داخل غزة، كانت هناك مخاوف أيضًا بشأن جودة تأخير تسليم الأغذية التي وصلت قبل إغلاق معبر رفح، أو عبر المعابر الأخرى.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، إن المسؤولين الطبيين ومسؤولي الشرطة الفلسطينيين الذين اعتادوا فحص البضائع القادمة إلى غزة لم يتمكنوا من القيام بذلك خلال الهجوم الإسرائيلي. موضحًا: "هناك مشكلة كبيرة، فالكثير من البضائع التي تدخل قطاع غزة غير صالحة للاستخدام الآدمي وغير صحية. لذلك أصدرت وزارة الصحة البيان التحذيري لرفع مستوى الوعي العام بضرورة فحص الناس للسلع قبل تناولها أو مشاركتها مع أسرهم".

وطالب مستشفى الكويت التخصصي في رفح بتسليم الوقود "لضمان استمرار عمله"، قائلًا إنه المستشفى الوحيد في محافظة رفح الذي لا يزال يستقبل المرضى، بحسب وكالة فرانس برس.

وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث على منصة "إكس" يوم الجمعة إن الوضع وصل إلى "لحظة الوضوح. في الوقت الذي يعاني فيه سكان غزة من المجاعة... من المهم أكثر من أي وقت مضى الاستجابة للدعوات التي صدرت خلال الأشهر السبعة الماضية: أطلقوا سراح الرهائن. الاتفاق على وقف إطلاق النار. أنهوا هذا الكابوس".

وفي سياق متصل، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن رحب، يوم الجمعة، بالتزام مصر بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى غزة على نحو مؤقت عبر معبر كرم أبو سالم.

كما أبلغ بايدن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مكالمة هاتفية أنه يدعم الجهود المبذولة لإعادة فتح معبر رفح الجنوبي بشروط مقبولة لكل من مصر وإسرائيل، وأن الولايات المتحدة سترسل فريقًا رفيع المستوى إلى القاهرة الأسبوع المقبل لإجراء محادثات.

وأضاف البيان أن "الرئيس بايدن رحب بالتزام الرئيس السيسي بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم على أساس مؤقت لتوزيعها في جميع أنحاء غزة. وهذا سيساعد على إنقاذ الأرواح".

وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي وافق على إرسال المساعدات مؤقتًا إلى حين وضع الآليات القانونية لإعادة فتح معبر رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني.

وكان معبر رفح قد توقف عن العمل بعد احتلاله من قبل الجيش الإسرائيلي، إذ رفضت القاهرة التعامل مع الوُجود الإسرائيلي على المعبر.

ويدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية لعب دور في مراقبة معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر بعد انتهاء الحرب.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي قوله: "لقد تلقينا مساعي من أطراف مختلفة بما في ذلك إسرائيل حول ما إذا كان بإمكاننا دراسة إمكانية إعادة فتح بعثة الاتحاد الأوروبي التي تم تعليقها بعد سيطرة حماس على غزة". 

وأضاف المسؤول: "من الواضح أن هذا لن يكون في الظروف الحالية، وليس في ظروف الحرب. نحن نتحدث عن المستقبل".

من جانبها، قالت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، إن وصول المساعدات إلى قطاع غزة محدود للغاية مع دخول أقل من ألف شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ السابع من أيار/مايو.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه في الفترة ما بين 7 و23 أيار/مايو، دخلت 906 شاحنات فقط إلى القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، حيث تلوح في الأفق المجاعة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن حوالي 800 من تلك الشاحنات كانت عبارة عن إمدادات غذائية.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن 143 حمولة شاحنة مرت عبر معبر كرم أبو سالم في جنوب غزة، بينما مرت في شمال غزة 62 حمولة عبر معبر إيريز و604 عبر إيريز الغربي. وأشارت إلى أن 97 حمولة شاحنة مرت عبر الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة في وسط غزة والذي بدأ العمل قبل أسبوع.

أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه في الفترة ما بين 7 و23 أيار/مايو، دخلت 906 شاحنات فقط إلى القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: "بالإضافة إلى ذلك، دخل ما يزيد قليلًا عن مليون لتر من الوقود إلى قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية في رفح". وأضاف أن "هذا يمثل في المتوسط ​​29% من مخصصات الوقود التي كان من المقرر أن يتم تلقيها بموجب الترتيبات المطبقة قبل 6 أيار/مايو، مما يؤثر بشكل أكبر على عمل المخابز والمستشفيات وآبار المياه وغيرها من البنية التحتية الحيوية".

وتشير الأمم المتحدة إلى أن غزة تحتاج ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا من المساعدات والسلع التجارية. وفي نيسان/أبريل، دخل ما متوسطه 189 شاحنة يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر.