10-مارس-2021

عمل فني لـ تشانغ دالي/ الصين

1

كل شيء كان جميلًا

الهواء الذي ينساب على وجهي

يقول لي إن هذه هي المرة الأخيرة.

لا أتذكر عدد المرات الأخيرة.

عدد السلامات العابرة في المصعد

عدد المرات التي علق فيها

حزن أحدهم على ثيابي.

هذه الليلة،

قلبي نافذة مشرعة،

قلبي تركته

فوق عنق الصبية الناعسة

لا لشيء سوى أنها

وضعت عطرًا أحبه.

كل شيء كان جميلًا:

خاتمكِ الذي تحركينه

كلما حل السكون.

صخب الشوارع

الغرابة التي تمشي في دمي.

الحزن الذي يصيبني لأسباب تافهة

كل شيء كان جميلًا ودافئًا

كأنني ولدت للتو.

 

2

غدًا ينتهي بكِ الأمر

في قارةٍ بعيدة.

محيطان

وملايين الحيوات بيننا

غدًا عندما تستلقين

تحت السماء التي في الجهة المقابلة

سينقبض قلبي

وأفرك رأسي محاولًا تذكر

شكل شعرك إذ يبلله الماء

وشكل عينيكِ بعد قبلة طويلة

سأقضي بقية يومي

قابضًا على رائحتك

بكل ما أملك من الحب

غدًا عندما تختفين في القارة البعيدة.

 

3

أريد ساعةً إضافية

أهرّب فيها الأشياء

من البراويز:

ضحكة أمي في الصورة

فستانها الأحمر

شرود أبي الدائم

خوفه الظاهر رغم الابتسامة

خوف الآباء ندبةٌ لا تمحى.

أذكر أنه في زمن ما

كنا عائلة

وكان ثمة فرحٌ رفيع

يجمع عيوننا

وأذكر أنني قفزت في زمن آخر

هكذا، كمن يقفز عن برج عالٍ

واثقًا أنه لن يرتطم،

حفرة من الوحدة

والكلام القليل،

هذا أنا يا أبي

وجهٌ شاحب ينظر الى صورة

حارس البراويز الذي لا يتعب

أنتظر رجوع اللحظات الزائلة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا يثيرُ جلبةً ولا يناجي أحد

يمكننا أن نحتفل بالحب

دلالات: