09-يناير-2018

جوزيف بويز/ ألمانيا

لا تنبغي الكِتابة عن شيء

الحقول لا تزال مفروشة للأقدام

سنابل القمح مُنحية

البيدرُ للأعداء

المجزرة هي المجزرة

الغزاة هم الغزاة، نقيض بنقيض،

فلا يمكن للإخوة أن يكونوا أعداء،

ولا يمكن للأعداء أن يكونوا إخوة.

 

لا تنبغي الكِتابة عنْ شيء!!

 

تنبغي الكِتابة عنْ أبي

عن تجاعيد وجهه

عن رغوة قهوتهِ الصباحية

ماذا تفعل يا أبي؟؟

ألفُّ سيجارتي من تتن الغربة لعلي أنتهي منها، ماذا تفعلُ أيضًا، أُحاول المضي بعكسِ عقارب الوقتْ، بعكسِ شُروق الشمس، بعكسِ روزنامة الأيام، بعكسِ هبوب الرياح، لعلني أصل إلى قبر سايكس بيكو وأتبول عليه.

 

ماذا تفعلينَ يا أُماه!؟

أسدُّ فجوة الأيام التي سقطَ مِنها أخوكَ الأكبر بتُرابِ الحنين قبل برهة مِنْ الأيام، ماذا يعني ذلكْ؟ يعني ذلك أنني لمْ أُزغرد في يوم خطبتهِ ولنْ أرقصَ في يوم زفافه، ما أخشاهُ هو أنْ تسقط مِنها أنتَ الآخر.

 

لا تنبغي الكتابة عنْ شيء

تنبغي الكتابة عنكِ!!

عنْ الشارع المكتظ بالسياراتْ والملوث بعوادِمها، المؤدي إلى منزلكِ، والدتكِ التي تركتْ قُبلة على خدي، فمي الذي ترك قُبلة لخد والدتكِ، خد والدتكِ الذي لا أزال أحتفظ بنكهتها، نكهة اللقاء مِن جديد.

 

عن غُرفتكِ، سريركِ، سيجارتُكِ، خصلات شعرُكِ الذهبية، جغرافية جسدكِ، تضاريس صدركِ الواسعة، ابتسامتكِ البريئة، شفتاكِ، صورتكِ التي مارستُ العادة السرية عليها مرارًا وتكرارًا، الصورة التي تميلين فيها رأسكِ نحو اليمين، قبُلاتي الإلكترونية لكِ "سمايل قُبلة "عن نبرة صوتكِ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أنْ تعيشَ عكس عقارب الساعة

كما تنفخين بفمِ غريقٍ