02-أغسطس-2016

(Getty) تصميم لديمي ديلاوير

يحاول الباحث عبد الله محمود عدوي في كتابه "الجماليات في الإعلام التلفزيوني" الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2016، تجميع الجماليات من تقنيات الصورة والفيديو والمونتاج في مادة نظرية تعين العاملين في الجانب العملي من البرامج التلفزيونية على الاستناد إلى مادة علمية توجه الأداء الإعلامي، للاستفادة منها في مجال صنع البرامج الإعلامية المختلفة.

للجانب الجمالي في البرامج التلفزيونية أبعادًا فاعلة في نقل الرسائل الإعلامية وتزيينها

يهدف هذا الكتاب إلى معرفة أحد جوانب التأثير التي ترفد البرامج الإعلامية بما تحتاج إليه للاستفادة من المنجزات العصرية ومناقشته. ذلك أنّ للجانب الجمالي في طرح البرامج الإعلامية التلفزيونية أبعادًا فاعلة في نقل الرسائل الإعلامية وتزيينها، بما يتلاءم مع حاجات الجمهور من مواد إعلامية تُقدَّم بصبغة عصرية.

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي يقارب الذكرى المئوية للحرب العالمية

يضم الكتاب ثلاثة فصول: يتناول الفصل الأول مفاهيم الجمال والفن والإعلام، وعلاقة الجمال بوسائل الاتصال. حيث يقف الفصل على المفاهيم ثم يعرّج على تاريخ الفنون والجمال عند الحضارات والأمم المختلفة التي اهتمت بها، فضلًا عن البحث في علاقة الإعلام بالتقنيات الجمالية، واستخدامات وسائل الإعلام للجماليات منذ ظهورها، وتطور هذا الاستخدام تبعًا لتطوير وسائل الاتصال.

ويلقي الفصل الثاني الضوء على الإعلام التلفزيوني الفضائي وموضوع دخوله عصرًا جديدًا تشكّل فيه الصورة طفرة في بسط سيطرتها وقوة تعبيرها وحضورها في المشهد الإعلامي. ويعرّج هذا الفصل أيضًا على الإعلام الفضائي العربي واستخدام الجماليات في الفضائيات العربية. ويرى الباحث أن: "حضور الفنون في الفضاء العربي جيد، حيث تتعدد القنوات المتخصصة بالفن الواحد، وهذا يعطي المشاهد مساحة كبيرة كي ينتقي ما يشاء من هذا الكم من الفضائيات، غير أن هذه الحرية في الاختيار تسبب له الحيرة في الانتقاء والتردد بين القنوات المختلفة" (ص 64).

البرامج الإعلامية شأنها شأن الطعام، لا مذاق ولا رائحة لها إن لم تضف إليها توابل تجعلها لذيذة

اقرأ/ي أيضًا: جلوريا فورينتس.. 99 عامًا من الطفولة

أمّا الفصل الثالث، فيبحث في مضامين البرامج التلفزيونية والطبيعة البرامجية التي تعددت وتنوعت بين برامج ثقافية واجتماعية وعلمية ودينية وفنية، وغيرها من الأشكال البرامجية، كما يناقش أهمية العناصر الجمالية وكيفية استخدامها والاستفادة منها في البرامج الإعلامية، ومدى فاعلية هذه البرامج مع استخدام التقنيات الجمالية فيها، إضافة إلى بحثه في ما يتعلق باستخدام التقنيات الجمالية وملاءمتها للطبيعة البرامجية التلفزيونية.

في الخاتمة، يرى المؤلف أن للعناصر الجمالية في التلفزيون مفعول التوابل في الطعام، والبرامج الإعلامية شأنها شأن الطعام، لا مذاق ولا رائحة لها إن لم تضف إليها توابل ومحسنات تجعلها مستساغة ولذيذة.

ولد المؤلّف عبد الله محمود عدوي في فلسطين عام 1983، وحاز دكتوراه في الدراما التلفزيونية التاريخية في جامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا. عمل مراسلًا لجريدة فلسطين من 2007 إلى 2011، ثمّ مدرسًا للغة العربية الاتصالية في جامعة العلوم الإسلامية منذ 2013.

اقرأ/ي أيضًا:

سليم بركات.. غنى أم بذخ لغوي؟

طفل الشيعة المسموم من إناء "دار الجديد"