21-مايو-2021

عبد الكريم الكرمي وديوانه

ألترا صوت – فريق التحرير

لُقب بزيتونة فلسطين، لأنه حملها في حلّه وترحاله. هو شاعر فلسطين في مرحلة ما قبل النكبة إلى جوار إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود.

هو عبد الكريم سعيد على المنصور الكرمي (1909 - 1980)، عرف بأبي سلمى، ولد في طولكرم التي نسب اسمه إليها، عاش في حيفا ومارس مهنة المحاماة فيها، ثم اختار دمشق بعد النكبة عام 1948 مستقرًا له ودفن فيها.

كان من أسرة أدب، أبوه الشيخ سعيد من العلماء اللغة الثقات، وأخوه أحمد شاكر الكرمي من الصحفيين الرواد، ومن وجوه الوطنية والقومية.

كتب الكرمي هذه القصيدة السياسية تعبيرًا عن رفض الهزيمة والخنوع، وذلك بعد صدور بيان الملوك والأمراء العرب في 11 تشرين الأول/أكتوبر 1936 الذي يدعو الفلسطينيين إلى وقف إضرابهم العام ضد السياسة البريطانية المؤيدة للصهيونية، فأثارت ضجة واسعة وأصبحت جزءًا من تراث ثورة 1936.

يقول الباحث صقر أبو فخر: "هو البيدر الشعري الذي درس فيه شعراء فلسطين كلهم، وهو الجذع الذي نبتت منه وعليه أغصان الشعر الرومانسي في فلسطين. وفي قصائده اشتبك عشق المرأة وعشق الجمال وعشق بلاده في تكوين شعري بديع، فكانت قصائد العشق تجعل العجوز تحنّ الى صباها، وكانت قصائده الوطنية تلهب أفئدة الناس بنيران حارقة، وقد نالت قصيدته لهبُ القصيد التي كتبها في خضم ثورة 1936، شهرة عظيمة، وطارت في ديار العرب، وكان جمال عبد الناصر يحفظ أبياتًا منها".

بمناسبة الانتصار في غزة، والهبة المباركة المستمرة في مختلف أنحار الأراضي الفلسطينية، نستعيد بعضًا من أبيات هذه القصيدة التي تمثّل صرخة حرية وكرامة.


انشرْ على لهب القصيدِ شكوى العبيد إلى العبيد

شكوى يردّدها الزّمان غدًا إلى الأبد الأبيدِ

سُحقًا لمن لا يعرفون سوى التعلّل بالوعودِ

قوموا اسمعوا من كل ناحية يصيحُ دم الشّهيدِ

قوموا انظروا القسّام يُشرق نوره فوق الصّرودِ

يومي إلى الدّنيا ومَنْ فيها بأسرار الخلودِ

قوموا انظروا فرحان فوق جبينه أثر السّجودِ

يمشي إلى حبل الشهادة صائمًا مشي الأسودِ

هل تشهدون محاكم التفتيش في العصر الجديدِ

قوموا انظروا الأهلين بين الوعد ضاعوا والوعيدِ

ما بين ملقىً في السّجون وبين منفيٍّ شريدِ

أو بين أرملة تولول أو يتيم أو فقيدِ

أو بين مجهول يرى عصف المنون من النشيد

قوموا انظروا الوطن الذبيح من الوريد إلى الوريدِ

تتزاحم الأجيال دامية الخُطى حول اللّحودِ

حرية الإنسان بالدم تشترى لا بالوعودِ

 إيه فلسطين اقحمي لجج اللهيب ولا تحيدي

لا تصهر الأغلال غير جهنم الهول الشديدِ

 يا من يعزون الحمى ثوروا على الظلم المبيدِ

 بل حرروه من الملوك وحرروه من العبيدِ

 

اقرأ/ي أيضًا:

إبراهيم طوقان: الفدائي

عمر أبو ريشة: أمتي هل لك بين الأمم؟