04-فبراير-2024
زلزال تركيا

(Getty) أدى الزلزال إلى تفاقم الفقر شمال غربي سوريا

قالت وكالة "أسوشيتد برس"، اليوم الأحد، إن معظم المناطق التي ضربها الزلزال شمال غربي سوريا، لم تشهد أي عملية إعادة إعمار تقريبًا، حيث لا تزال بنايات بأكملها مجرد أنقاض، سيما ببلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بمحافظة حلب، التي تُعد من أكثر المناطق تضرّرًا من الزلزال.

وبحسب الوكالة، فإن الزلزال الذي وقع فجر السادس من شباط/فبراير 2023، وبلغت قوته 7.8 درجة، وتسبب بمقتل أكثر من 6 آلاف شخص؛ أدى إلى تفاقم الفقر المتفشي بالفعل شمال غربي سوريا.

ودمّر الزلزال، وفق ما ذكرته الوكالة في تقريرها، المستشفيات وأنظمة الكهرباء والمياه. كما أجبر العديد من السوريين، بما في ذلك أولئك الذين نزحوا بسبب الحرب، على الانتقال إلى المخيمات.

لم تشهد معظم المناطق التي ضربها الزلزال شمال غربي سوريا أي عملية إعادة إعمار تقريبًا رغم مرور عام على وقوعه

ووفقًا لتقديرات البنك الدولي، فقد تسبب الزلزال في أضرار بأكثر من 5 مليارات دولار شمال سوريا، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 4.5 مليون شخص، سيما النازحين، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، ويحتاج نحو مليون شخص منهم يعيشون في المخيمات، إلى إعادة إسكان.

ورغم تفاقم الفقر والحاجة إلى المساعدات الإنسانية، تواجه مناطق شمال غربي سوريا اليوم أزمة متصاعدة بسبب تقليص حجم المساعدات الدولية، إذ أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يقدِّر أن أكثر من 12 مليون سوري يفتقرون إلى الوصول إلى الغذاء، في كانون الأول/ديسمبر الفائت؛ أنه سيوقف برنامج المساعدة الرئيسي في سوريا في عام 2024.

وبحسب "أسوشيتد برس"، فإن وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية، تكافح لتمويل البرامج التي توفر شريان الحياة في سوريا. وتُعيد هذه الوكالات والمنظمات أسباب تراجع حجم التمويل إلى زيادة أعباء المانحين، وجائحة كوفيد – 19، والصراعات والحروب التي اندلعت في أماكن أخرى خلال السنوات الأخيرة.

ونقلت الوكالة كذلك عن ديفيد كاردين، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، قوله إن هناك أيضًا: "صعوبات في دعم محطات المياه والخدمات التعليمية والدعم الطبي في المستشفيات".

وأضاف كاردين الذي زار شمال غربي سوريا أواخر كانون الثاني/يناير الفائت، أنه بينما تتزايد الاحتياجات، فإنه: "لا يمكننا أن نفعل المزيد بموارد أقل"، سيما أن الأمم المتحدة لم تتمكن من تأمين سوى 37% من مبلغ 5.3 مليار دولار، تحتاجه للاستجابة الإنسانية لعام 2023 في سوريا.

وأكد كاردين أن المبلغ السابق كان أحد أصغر أهداف التمويل منذ بدء الحرب في سوريا. كما اعتبر أن عدم وجود حل سياسي في الأفق، قد جعل من الصراع في سوريا عقبة رئيسية أمام المنظمات الإنسانية.

 وقالت روز كريسانتي، رئيسة مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عنتاب جنوب تركيا، إنه: "من الصعب إقناع الجهات المانحة بالبناء على المدى الطويل من أجل التنمية". وتابعت قائلةً: "ما زلنا في وضع إنساني بسبب الصراع المستمر. وهذا هو السبب الرئيسي لعدم وجود خطط طويلة المدى".

وأوردت الوكالة عدة شهادات تُظهر حجم المعاناة التي يعيشها السوريون شمال غربي سوريا، وخاصةً أولئك الذين يعيشون في المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.