02-سبتمبر-2015

يبدو استقطاب أصوات الشباب أولوية لدى الأحزاب المغربية (فاضل سنا/أ.ف.ب)

"أصبح الفيسبوك مزعجًا بسبب كثرة ملصقات الانتخابات وصور المرشحين لها. كان على إدارة الفيسبوك إغلاقه حتى انتهاء الحملة الانتخابية"، هذا ما كتبته الطالبة، شيماء غلالي، للتعبير عن غضبها قبل أن تغلق صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى حين إجراء الانتخابات الجماعية والجهوية في المغرب المقررة في الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري.

تقول شيماء لـ"الترا صوت"، "اضطررت لإغلاق حساب فيسبوك، وهو الذي كنت أعتبره المتنفس الوحيد بعيدًا عن أجواء الحملات الانتخابية، التي غزت التلفزيون والإذاعة والشارع. إنهم يزعجوننا بوعودهم الكاذبة ويلاحقوننا إلى العالم الافتراضي".

توجه الأحزاب نحو مواقع التواصل الاجتماعي مؤشر على وضعها الشباب ضمن بنك أهدافها

وترى شيماء أن "استعمال هذه الطرق الحديثة في التواصل مع الشباب يبقى أمرًا ظرفيًا يستغله المرشحون فقط خلال فترة الإنتخابات لجلب أصوات إضافية، إلا أنهم يختفون بمجرد انتهائها وهو ما يزيد من عزوف الشباب عن السياسة". وتضيف: "إنهم يستخدمون لغة لا يعتمدها عادة الشباب الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يتفاعلون حول برامجهم بل يعرضونها دون مناقشة".

من جهة أخرى، يرى الصحافي نور الدين الروماتي أن "الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في ثورات الربيع العربي لفت أنظار السياسيين إلى هذه المواقع، باعتبارها وسيلة تواصل مباشرة مع الناخبين تتيح لهم فرصًا لإقناعهم وكسب ودّهم". ويؤكد الروماتي أن "هذا التوجه إيجابي وهو مؤشر على أن الأحزاب أصبحت تضع الشباب ضمن مخططاتها، وتحاول إقناعهم بالمشاركة في العملية الانتخابية".

شيماء ونور الدين نموذجان لتباين آراء أكثر من 9 ملايين مغربي يتوفرون على حساب في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أكثر من 80 % منهم شباب حسب إحصائيات كان قد قدمها وزير الإتصال المغربي مصطفى الخلفي.

وللحصول على شعبية وسط فئة الشباب وحشد أكبر عدد من المتابعين، كثفت الأحزاب السياسية المغربية الأيام الأخيرة نشاطها على المواقع الاجتماعية، إذ لم تعد تكتفي بوسائل الإعلام التقليدية، من صحافة مكتوبة وإذاعة وتلفزيون، لترويج برامجها الإنتخابية والدعاية لمرشحيها.

يقول يونس مجاهد، مرشح عن حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، إن "حزبه يعتمد مثل باقي الأحزاب على وسائل التواصل الحديثة للتقرب من الشباب، لكنه جزء من العمل التواصلي وهو لا يعوض بأي شكل من الأشكال التواصل المباشر مع المواطنين من خلال المهرجانات الخطابية أو الندوات المباشرة".

في الانتخابات لا يعوض النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي التواصل المباشر مع المواطنين

ويرى عبد الكريم الهويشري، المرشح عن حزب العدالة والتنمية، قائد الإئتلاف الحكومي، أن "استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سيصبح مستقبلًا أكثر انتشارًا، وسيمكن من فتح الحوار بين الناخب والمرشح، وسيمنح الأخير الفرصة للتعريف بنفسه والترويج لبرنامجه الانتخابي".

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي كذلك لوسائل للتشهير بالمنافسين ونشر الفضائح. وكان آخرها ما نشره الوزير الأسبق للرياضة ومرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، منصف بالخياط، حول منافسته الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، ونعته القيادية اليسارية ب"البرجوازية". وقد أثار تويت بالخياط غضبًا واسعًا لدى رواد المواقع الاجتماعية واعتبره البعض تدخلًا في خصوصيات المرأة.

يبقى إقناع الشباب بالتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء القادم التحدي الأكبر أمام الأحزاب السياسية خاصة وهو يشكل 40% من الكتلة الناخبة. وقد أكدت إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط في المغرب أن  70 % من الشباب لا يثقون في جدوى العمل السياسي، بينما 5 % يؤمنون بالعمل الحزبي، و1% فقط يزاولون الفعل السياسي من داخل الهيئات السياسية.