05-سبتمبر-2016

نخاف كل شيء (Getty)

صباحًا
استيقظت في الخامسة 
ودّعت صديقي بعناقٍ طويل
حمل حقائبه وغادر
أغلقت الباب
فكّرت كم مرةً تكرّر هذا المشهد!
أخرجت دفتري
سجّلت اسمه وشطبته
أصابتني لعنة الرجال!
ها أنا أثبته بدبوس بجانب فراشاتي
الحبّ ساديّ أحيانًا،
هذا الصباح لم يحمل مطرًا ولا ندى
ولا أي شيء غبي ممكن أن يشغلني
أجلس على الكنبة
أتأمل أصابع قدمي، أعيد طلاءها 
أرسل رسالة أطلب منه طمأنتي لحظة وصوله،
لن يكتب 
ولن أنتبه!
*

ظهرًا
تجوّلت في الشوارع
بحقيبة حمراء صغيرة 
تسع أكبر الخيبات في العالم
فرحةٌ جدًا أنها لا تتكلم،
مشيت وأنا أمدّ لساني بوجه الخوف
لا شيء أخسره
لن يتحكم أحدٌ بمزاجي بعد اليوم؛
هواتف كثيرة
لا تعنيني
سأقابل أشخاصًا غرباء 
لأنفي عن نفسي تهمة المرض النفسي
سأشعر بالتوّحد بينهم
وللمرة الألف تثبت التهمة،
ألفّ حولي شرنقة من أحاديثهم الواهية
أعود للبحر
أعبئ رأسي بضجيج أمواجه
أحاول ترتيب أفكاري
أحدهم ركل كرةً في الداخل
وبدأت أفكاري تتهاوى كقوارير البولينغ!
أحدهم أخبرني أن سرّ لمعة عيني زجاج مكسور خلفهما،
سخرت منه 
ولم أجب على اتصالاته بعدها.
*

مساءً
مشاريع كثيرة،
أن أتمدّد في سريري لساعات
وأقصّ على نفسي كل الأمور التي لم أقلها؛
سأكون أكثر حيوية وأعود للكنبة
أحاول جدولة أعمالي كما يفعل البشر
أو أفكر بمكان بعيد أهرب إليه
سألتصق بالنافذة
وأراقب البناء البيتونيّ 
اليوم كان البرميل يحوم فوق سطحه
لم يخف من المشهد غيري!
كيف أخبر من حولي أننا نخاف كل شيء،
ولا نخاف شيئًا أيضًا!
في المساء أتحسس جسدي
أراجع خساراته
أصغي لنقاشٍ طويل مملٍ بينه وبين عقلي 
أضحك منهما،
أتمدد في سريري
أتأمل أصابع قدمي
وأسأل نفسي لمَ أخشى الوحدة؟ 
لمَ أكره الصحبة؟
ولمَ لم يجف طلاء أظافري إلى الآن؟!

اقرأ/ي أيضًا:

أمير أمويّ في مستشفى هداسا

رسالة متأخرة