03-فبراير-2022

(Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

بلغت مصر نهائي كأس أمم أفريقيا 2022، بعدما تفوّقت على الكاميرون مستضيفة البطولة بركلات الترجيح، إثر نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي

حينما نتكلّم عن مواجهة تجمع الكاميرون مع مصر، نحكي عن كلاسيكو القارّة السمراء، لأن الفريقين يحملان الرقم القياسي الخاص بالظفر بكأس أمم أفريقيا، حيث تملك مصر سبعة ألقاب، تليها الكاميرون بخمسة، ما يعني أن أي مواجهة تجمعهما يمثّل الفوز بها بطولة بحدّ ذاته، فكيف لو كانت موقعة ياوندي مساء الخميس تجمع المنتخبين على نصف نهائي كان 2022، الفائز في هذه المواجهة سيتغنّى بهذا الانتصار لسنوات طويلة.

لأن الكاميرون مستضيفة البطولة، وتسعى للوصول للمباراة النهائيّة، في خطوة تقرّبها كثيرًا من الظفر باللقب على أرضها وبين جماهيرها، فيما أنظار الفراعنة تتجه نحو ضرب عدة عصافير بحجر واحد، أوّلها بلوغ النهائي وضرب موعد مع السنغال، ثمّ يأتي الثأر من هزيمة نهائي كأس أمم أفريقيا 2017، حينما انتصرت الكاميرون على مصر بهدفين لواحد، كذلك حرمان الكاميرون من طموحات الاقتراب من عرش مصر الأفريقي وتقليص الفارق إلى بطولة واحدة، بل الاقتراب من توسيع الهوة إلى ثلاث بطولات عبر الظفر باللقب الثامن، زد على ذلك أن الفوز بالبطولة الأفريقية سيؤكّد قدرة مصر على الوصول إلى مونديال قطر 2022.

حاولت الكاميرون مباغتة مصر بهدف مبكّر، فبدأ أصحاب الأرض الضغط على مرمى الفراعنة مبكّرًا، لكنّ دفاعات الأخير اتّسمت بالصلابة والهدوء، رويدًا رويدًا تحرّرت مصر من مناطقها، وجرّبت حظّها بهجمات مرتدّة دون جدوى، ولجأ محمّد صلاح للتسديد من بعيد، بكرة مباغتة مرّت جانب المرمى، إلى أن استعادت الكاميرون السيطرة على أجواء الشوط الأوّل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

ضغط الأسود غير المروّضة بكل ما لهم من قوّة تجاه مرمى الفراعنة، لكنّ المصريين دافعوا ببسالة عن مرماهم، وكانت الكاميرون قريبة غير مرّة من افتتاح النتيجة في الشوط الأوّل، فاتّسمت فرصها بالخطورة سيما تلك التي تأتي من ركلات ثابتة، ففي الشوط الأوّل سنحت لأصحاب الأرض ركلتين ركنيّتين، الأولى أكملها المدافع نغادو برأسه لتردّ الكرة العارضة، والثانية وصلت إلى نغادو نفسه، وجد نفسه أمام المرمى وأهدر الكرة بغرابة، ثمّ أتى الدور على إيكامبي الذي صوّب كرة أمسكها باقتدار الحارس محمد أبو جبل، لينتهي الشوط الأوّل بتفوّق كاميروني وتعادل بالنتيجة.

أرادت مصر دخول الشوط الثاني بوجه مختلف، المدرّب كارلوس كيروش يدرك أن لاعبيه خاضوا 120 دقيقة في مباراتين متتاليتين، بعكس المنتخب الكاميروني المستعد بدنيًا بشكل أفضل، زد على ذلك صعوبة المباراة وكثرة الالتحامات البدنية والخشونة الزائدة، ما أسفر عن زيادة أرقام الإصابات في صفوف الفراعنة، لذلك كان على مصر البدء بنسق هجومي يربك حسابات الأسود.

أفضليّة الفراعنة كانت واضحة في بداية الشوط الثاني، تصدّى الحارس الكاميروني آندريه أونانا لرأسيّة مصطفى محمد، ثمّ تهادت الكرة إلى محمد صلاح، والذي استثمر هفوة من لاعب الكاميرون، فانفرد بالحارس الكاميروني أونانا، لكنّ الأخير كان عند الموعد، وأنقذ بلاده من هدف محقّق.

بعد ذلك تراجعت مصر نحو المناطق الخلفيّة، وساد الحذر الشديد من الفريقين، وكادت إيكامبي أن يسجّل هدف المباراة الأوّل، لكنّ الحارس أبو جبل تصدّى لرأسيّته بصعوبة، ثمّ صوّب تولو من بعيد كرة قويّة ردّتها العارضة، ليهدأ بعد ذلك نسق المباراة، ويسود الحذر الشديد من الفريقين، كذلك أشهر الحكم بطاقة صفراء ثانية بحقّ مدرّب المنتخب المصري كارلوس كيروش، ما أسفر عن طرد البرتغالي في ثواني الشوط الثاني الأخيرة، والذي انتهى مع تسديدة تريزيغيه التي مرّت جانب المرمى، ليلجأ الفريقان لوقتين إضافيين.

هي ثالث مباراة تواليًا تلعب فيها مصر وقتين إضافيين، بعدما تجاوزت ساحل العاج في ثمن النهائي بركلات الترجيح، والمغرب في ربع النهائي بعد التمديد، والآن على مصر المثقلة بالغيابات والإصابات مواجهة الكاميرون المرتاحة بدنيًا، والتي بدأت الوقت الإضافي الأوّل بكرة مباغتة لسيليكي، مرّت بسلام على مرمى الحارس أبو جبل.

ردّت مصر على الكاميرون بهجمة ختمها رمضان صبحي بتسديدة أبعدها المدافع، كذلك حوّل مدافع آخر من الكاميرون تسديدة تريزيغيه إلى ركنيّة، وكان محمد صلاح قريبًا من تسجيل هدف قاتل، لكنّ كرته من حافّة منطقة الجزاء مرّت جانب مرمى الحارس أونانا، ومن ثمّ انفرد مصطفى محمّد أونانا ومرّر الكرة إلى تريزيغيه، قبل إبعادها من المدافع وإعلان الحكم عن حالة تسلّل، فانتهى الشوط الإضافي الأوّل كما بدأ.

بان الإرهاق على لاعبي الفريقين في الوقت الإضافي الثاني، وندرت الفرص بشكل كبير، حاولت الكاميرون أن تكسر صمت الشباك بتسديدة حرفها المدافع المصري إلى ركنيّة، وجرّبت مصر حظّها بهجمات تطلّبت مزيدًا من السرعة، لكنّ ذلك بالغ الصعوبة في أوقات كهذه بسبب الإرهاق، وقبل نهاية المباراة بدقيقتين، كادت مصر أن تسجّل هدف الفوز، لكنّ عرضيّة رمضان صبحي لم تجد من يكملها، ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح، والتي ابتسمت للفراعنة، حيث أهدرت الكاميرون ثلاث ركلات تصدّى منها أبو جبل لاثنتين، الفراعنة ضربوا موعدًا مع السنغال في نهائي منتظر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في لقاء مثير.. مصر تتفوّق على المغرب وتبلغ نصف نهائي كأس أمم أفريقيا

ضربت موعدًا تاريخيًا مع المغرب.. مصر تطيح بساحل العاج خارج كأس أمم أفريقيا