23-يونيو-2017

هل تحولت صلاة التراويح في المغرب فعلًا إلى فرصة للزواج؟ (عبد الحق سنا/أ.ف.ب)

تشهد مساجد المغرب طيلة الشهر الفضيل اكتظاظًا ملحوظًا نتيجة توافد جموع المصلين إلى بيوت الله، خصوصًا خلال صلاة التراويح، لما لها من مكانة وثواب عظيم عند المسلمين. ومثل الرجال، النساء أيضًا يفضلن تأدية صلاة التراويح في المساجد، يبررن ذلك بكونها في المسجد تضمن لهن الخشوع المطلوب بخلاف المنزل.

يرى البعض أن المساجد تحولت في المغرب خلال شهر رمضان خاصة إلى أماكن لاقتناص عريس أو نيل إعجاب حماة المستقبل

إلا أن بعضهن حولن على ما يبدو، بيوت الله إلى مكان لقضاء مصالح أخرى، على رأسها اقتناص عريس أو نيل إعجاب حماة المستقبل أو اعتبارها فرصة للتنزه وكسر الروتين. هي مشاهد  تتكرر طيلة شهر رمضان، عندما تتحول صلاة التراويح من عبادة تبتغي أجرًا وثوابًا عظيمًا إلى البحث عن عريس المستقبل وضمان الترفيه بعد يوم صيام شاق.

اقرأ/ي أيضًا: المغاربة.. محافظون في رمضان فقط؟

عبادة ومآرب أخرى

إن كان يقتصر، في وقت مضى، حضور النساء إلى المسجد على المتقدمات في السن، فقد أصبح اليوم يشمل فتيات في عقدهن الثاني أو الثالث، ويحضر حتى الأطفال الصغار، ليتحول المسجد إلى ساحة للعب الأطفال، محدثين ضجة قد تكون مزعجة لباقي المصلين. فضلًا عن الشابات، حيث يتعامل بعضهن مع صلاة التراويح على أنها "نزهة" يستعرضن فيها أناقتهن "المبالغ فيها"، حسب البعض.

تقول لمياء بوجليد، سيدة في الثلاثينات من عمرها، خلال حديثها لـ"الترا صوت"، إن "العديد من الفتيات يتجهن إلى الصلاة في المسجد، مرتديات أزياء غير ملائمة للصلاة فضلاً عن استخدام مستحضرات التجميل بشكل ملفت للانتباه، وغير مناسب لبيت الله"، حسب رأيها. وتضيف: "كما أن أن بعض الأمهات يراقبن تصرفات الفتيات في المسجد، لأنه في اعتقادهن أن الفتاة التي تواظب على الصلاة، هي مثال الفتاة المناسبة للزواج".

من جانب آخر، تعلق مريم البوعناني، على هذا الموضوع، لـ"ألترا صوت" أن "الفتيات اللواتي يرغبن في الظفر بعريس عن طريق الزيارات المكثفة للمسجد لا يقمن بأمر سيئ، بل يحدث كل شيء بإذن الله، والمسجد والصلاة أسباب فقط للحصول على الزوج المناسب".

اقرأ/ي أيضًا: المغرب.. عندما يكون اللباس مبررًا للتحرش الجنسي

التدين في المغرب.. عادة لا عبادة؟

يستنكر البعض التدين عند جزء من المغاربة والذي يرتبط بتحقيق مصالح لا علاقة لها بجوهر الدين مما يشوهه ويكشف عن نفاق اجتماعي

"صار الكثيرون يتعاملون مع الدين بهدف تحقيق مصالحهم الخاصة، وذلك لأن التدين عندهم عادة لا عبادة"، هكذا عبرت أمينة مريزي، أستاذة علم اجتماع، لـ"الترا صوت". وتوضح: "كما أن الدين بالنسبة للكثيرين صارعرفًا لا عقيدة أو شريعة، وهذا راجع إلى سلطة التقاليد".

وتضيف: "فالنساء اللواتي يبحثن عن الزوج من خلال صلاة التراويح، على علم بمعتقدات المجتمع المحافظة، لهذا نجد البعض يحولون صلاة التراويح من عبادة تبتغي الثواب إلى تحقيق مصالحه الخاصة، فنجد بعض الأمهات ينتهزن الفرصة لإلزام بناتهن بالحضور للصلاة، أو بعض الفتيات ترتدين ملابس فخمة، لكي تنال رضا الحماة أو العريس ذاته".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أي مكان للزواج العرفي في المغرب؟

تعدد الزوجات في المغرب بين الرغبة والواقع