06-فبراير-2022

يعاني أطفال سوريا من ظروف معيشية قاسية وخطيرة (Getty)

مستجديًا رحمة خاطفيه، يصرخ الطفل السوري فواز القطيفان، بجسده النحيل معرّى من ثيابه في شتاء غير رحيم، "مشان الله لا تضربوني".

 لقطة مروّعة هزّت وجدان كثيرين يظهرها مقطع مصور للطفل ابن الستة أعوام، وهو يتعرض للضرب والجلد من قبل عصابة اختطفته قبل أكثر من ثلاثة أشهر، في بلدة ابطع السورية بريف درعا، لتطالب بفدية مالية تقدّر بنحو 140 ألف دولار، وهو ما عجزت تأمينه بالكامل عائلة المخطوف.

هذه المحنة الإنسانية، وخصوصًا بعد انتشار فيديو التعذيب، أثارت غضب الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإنقاذ الطفل فواز، والإيقاع بخاطفيه ومحاسبتهم، فيما جاءت تغريدات تحثّ على جمع تبرعات لإكمال مبلغ الفدية، وهو ما اعتبره البعض شرعنة للخطف وتقديمه كسنّة لكسب الأموال الوفيرة.

وفي التفاصيل، ذكرت صفحة عشيرة القطيفان عبر فيسبوك في وقت سابق، أن فواز اختطف من قبل ملثمين على دراجة نارية عند ذهابه إلى المدرسة رفقة شقيقته، وتوجهوا به نحو سد إبطع، ليطالبوا بفدية مالية باهظة، خاصة في ظل الإمكانات الحالية لدى غالبية الناس داخل سوريا، نظرًا للأوضاع الاقتصادية المتدهورة، بينما كانت قد نشرت الصفحة ذاتها مقطعًا آخر شهر كانون الأول/ديسمبر الفائت للطفل فواز وهو يطمئن أهله أنه بخير، إلا أن خاطفيه وعلى ما يبدو وجدوا أن أسلوب التعنيف والتعذيب قد يحقق لهم مرادهم. 

وتفاعلت شخصيات عامة عربية مع قصة فواز الموجعة، وأبدى دعاة وصحفيون وفنانون تعاطفهم معه، مطالبين تكثيف الجهود لإنقاذه، فيما ترافق وسم #انقذوا_الطفل_فواز_القطيفان مع وسم #انقذوا_الطفل_ريان، رغبة بأن تجد حادثة فواز التفاعل والتدخل المنشود الذي حظي به الطفل المغربي ريان قبل إعلان وفاته المؤسفة بعد صمود ملحمي على مدى خمسة أيام، وهو ما أظهر وحدة الشعور العربي حيال الطفل وسلامته، خصوصًا في وطن عربي غير آمن.

وكتبت الفنانة السورية المعارضة كندا علوش عبر حسابها في تويتر، معبّرة عن مرارة المشاعر التي اعترتها اتجاه الطفلين ريان وفواز، "يمكن جبن مني او ضعف مابقدر اسمع او اقرا عن الحوادث الي بيكون ضحيتها اطفال"، مردفة "مو ذنبهن يدوقو قسوة البشر والظروف".

المغرّد الفلسطيني نخّى أهل حوران مستفزًا تقاليدهم المعروفة التضامن قائلًا: "احرثوا الأرض حرثا و ارجعوا الطفل لوالديه و انتقموا من هذه العصابة المجرمة".

بدورها، غرّدت الصحفية الجزائرية وسيلة عولمي عبر تويتر، "أمام أخبار  طفليّن صغيرين.. تبدو القضايا السياسية الكبرى تافهة"، مقدّمة الإنسانية على أي مسألة أخرى، وختمت تغريدتها بوسمي #أنقذوا_ريان #أنقذوا_الطفل_فواز_القطيفان.

في حين تساءلت الإعلامية الأردنية علا الفارس عن طريقة نجدة الطفل فواز، مشيرة إلى روعة تعاطف العالم العربي مع حادثة الطفل ريان، فيما اعتبرت فيديو الطفل فواز يواجه المرء بعجزه، ويشعره بالقهر والظلم.

"فرق كبير بين دولة سخرت كل قوتها لانقاذ طفل، وبين دولة جلبت كل مرتزقت العالم لقتل شعبها، عن النظام السوري اتكلم"، تقول المغرّدة اللبنانية غنوة.

ومشاطرة للتغريدة أعلاه، كتب الصحفي السوري قتيبة ياسين متهكّمًا، "في سوريا الأسد يوجد عشرات فروع الأمن والمخابرات، لكن مهمتها حماية السيد الرئيس من لعن روح والديه، أما مثل هذه الأمور فهي ليست من اختصاصهم".

وتمنّى حساب فريق ملهم التطوعي في تغريدته، الهلاك العاجل للخاطفين ومن يرأسهم، عادًّا فيديو الطفل فواز بمثابة مناشدة للعالم بأسره، من مدينته درعا، "من أرضٍ تعدّد فيها أنواع الظلم والتنكيل، لكن الظالم هو واحد".

من جانبه، حمّل الكاتب الصحفي محمد عطري مسؤولية اختطاف الطفل فواز "لعصابات المخدرات والشبيحة من الفرقة الرابعة ومليشيات الأسد المجرمة الخبيرة"، داعيًا إلى تفعيل وسوم التضامن مع فواز.

رقعة التضامن مع الطفل فواز توسعّت حتى السعودية، إذ كتب الصحفي السعودية علي حفول "ما بين الطفلَيْن فواز وريان.. قلوب السعوديين معلقة والألسنة تلهج بالدعاء"، راجيًا لطف الأقدار بالأطفال.

كما أطلقت الإعلامية غادة عويس دعوة لإنقاذ الطفل القطيفان، واصفة الفيديو المتداول بأنه "مسيء جدا ومرعب وقاس"

وتشير شبكة درعا 24، إلى وقوع حوادث خطف للأطفال أو غيرهم باستمرار، رغم انتشار حواجز ومقرّات أمنية في بلدات ومدن محافظة درعا، لكن تقاعس الجهات الأمنية عن تقديم مهامها، أو تقديم أي نوع من المساندة لذوي المختطفين في العثور على أبنائهم، حال دون وضع حد لمثل هذا النوع من الحوادث.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بعد صمود ملحمي في أعماق الأرض.. الطفل ريان يفارق الحياة