تخيّل أنك في منزل صديق لك، ثم نادته أسرته لتناول الطعام، ولم تتم دعوتك للمشاركة، هل ستعتبرهم بخلاء؟ ماذا لو جلست في بيت أحدهم ولم يشعر المضيف بحاجة لسؤالك عن حاجتك من الماء أو الطعام، هل ستفكّر بالدخول إلى بيته مرة أخرى؟
في الحقيقة يبدو أن هذا جانب غير معروف لدى الكثيرين عن الثقافة السويدية، التي هبّ من أجل الحديث عنه آلاف المغردين عبر تويتر فجأة، معتبرين أن للسويديين ثقافة تتسم بالشحّ، مع عدم الحرج من ذلك.
سلّط عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مواقف طريفة مع السويديين تركت لديهم انطباعًا عامًا حول شحّ السويديين
ففي لحظة رقميّة مليئة بالغرابة والغموض، تفجّر وسم باللغة الإنجليزية يرتبط بالموضوع يحمل اسم #Swedengate، بمعنى "فضيحة السويد".
القصّة بدأت بمنشور على منصة "ريديت"، وجد طريقه في النهاية إلى تويتر، يتحدث فيه مستخدمون عن تجاربهم مع السويديين ومستوى كرم الضيافة لديهم، وذلك لاختبار ما إذا كان هنالك من يختلف حول الصورة الشائعة عنهم، بأنهم غير مضيافين ويتسمون بالبرود عادة عند التعامل مع الآخرين، فيما ضحك البعض من ظرافة مواقف تعرّض لها أطفال لم يكونوا ينتمون للثقافة السويدية.
وفي سياق التفاعل، غرّدت فوليتا جالو كاتبة من غامبيا هاجرت إلى السويد في سنّ مبكرة، قائلة "لقد تعلمنا ونحن صغار أن علينا أن نغادر البيت الذي نكون فيه عند أي صديق عندما يحين موعد الطعام، على الجانب الآخر كانت أمي تطعم الأطفال السويديين".
Laughing at twitter finding out that Swedish people will not feed strangers 😂😂 as a kid growing up here we knew to just go home around dinner time. On the flipside my mom would feed Swedish kids though.
— Lovette🏳️🌈 (@lovettejallow) May 29, 2022
وأيدت العديد من التعليقات تغريدة جالو، وشاركها أحدهم طباع عائلة شريكته السويدية، حيث كتب "هم حرفياً هكذا، خلال الوباء، عشنا مع والدة شريكتي لبضعة أشهر، وفي النهاية تلقيت فاتورة قدرها 4400 دولار (والتي تضمنت تكلفة الرعاية الطبية لشريكتي المعاقة)، تكسب والدتها 120 ألف دولار، ونجني أقل من 50 ألف دولار.
My partner’s family was Swedish and they’re literally just like this. During the pandemic we lived with her mom for a few months and at the end I got a bill of $4,400 (which included the cost of my disabled partner’s medical care). Their mom makes $120k & we make under $50k.
— Green 🏳️🌈🌹 (@greenmtnlfty) May 30, 2022
فيما علّق آخر، "لقد عشت في السويد لسنوات عديدة وأخبرني صديق أنه عندما كان يذهب للإقامة مع عمته في طفولته، كانت ترسل إيصالات الطعام والبقالة إلى والدته".
I lived in Sweden for many years and a friend told me when he’d go stay with his aunt as a kid, she’d send the receipts for food and groceries back to his mom.
— Where the Tweets have no name (@andrewthesmart) May 30, 2022
وسخر أحد المشاركين في وسم الفضيحة السويدية، عبر صورة لعائلة تلتف حول مائدة طعام عرضتها شركة أيكيا السويدية الأصل للأثاث، قائلًا "من المحتمل أن يكون لديهم صديق يجلس في مكان ما في المنزل، بانتظار انتهاء الأسرة من الغداء".
they probably have a friend sitting somewhere in the house waiting for the family to finish lunch #Swedengate pic.twitter.com/ZchranJCVL
— alina 🇺🇦🕊 (@alinaction_) May 31, 2022
بدورها، أجي فاتو، غرّدت عبر حسابها في تويتر، منتقدة الثقافة السويدية "أنت لا تطعم ضيفك، ثم تقبل الطعام عندما يُعرض عليك، وتطلب من ضيوفك أن يسددوا لك المال عندما تطعمهم، لا يمكنك أن تقنعني أنها ثقافتك، هذا شر" وفق تعبيرها.
This Swede food saga is just wild to me. So you don’t feed your guest, but accept food when it’s offered to you. And you ask your guests to pay you back when you feed them. You can’t convince me it’s your culture, this is wickedness. #swedengate
— Aji Fatou (@ajifatoudibba) May 30, 2022
الإخصائية والمعالجة النفسية تينا ميلرود، تفاعلت من جهتها، وكتبت "ننسى عدم قيام السويديين بإطعام أطفالهم في موعد اللعب، ماذا عن البالغين الذين يتعين عليهم إحضار ملاءتهم ومناشفهم عند دعوتهم لقضاء الليلة؟ عشت هناك لمدة 18 عامًا، أؤكد ذلك".
Forget about Swedes not feeding their play date kids - what about adults having to bring their own sheets and towels when invited to spend the night? Lived there for 18 years, can confirm #swedengate
— Xtine Milrod (@XtineMilrod) May 31, 2022
تغريدة لحساب يحمل اسم "unkown" لقيت تفاعلًا بقرابة 140 ألف إعجاب، جاء فيها "لا أستطيع أن أصدق أن Reddit وTwitter قد غيرا النظرة الكاملة لكيفية نظر الناس إلى السويد، أكثر من 100 عام من السويد يُنظر إليها على أنها مكان جيد للعيش فيها، وقد دمرتها لقطة شاشة (فضيحة السويد)"، إشارة لأول منشور تحدّث عن ثقافة الطعام مع الضيوف في السويد.
I cant believe Reddit and Twitter have changed the entire outlook of how people look at Sweden. Over 100 years of Sweden being seen as such as a good place to live and a screenshot has ruined them #swedengate
— unknown 🇿🇲 (@luckytilldeathx) May 30, 2022
"كطفل سويدي، لم يُسمح لك باستخدام المرحاض العادي في منزل أحد الأصدقاء، كان عليك أن تطلب من الأب في الأسرة (bajstunnan) دلو به كيس بلاستيكي، بعد أن تخلصت منه قاموا بربطه واضطررت إلى أخذه إلى المنزل وإلقائه في سلة المهملات"، يتحدث أحد المغرّدين السويديين.
#Swedengate as a swedish child you were not allowed to use the normal toilet in a friends house you had to ask the father in the family for "bajstunnan". A bucket with a plastic bag over it, after u shitted they tied the bag and u had to take it home and throw it in your trash.
— Isaac (@IsaacYeen) May 31, 2022
من جانبها ذكرت صحيفة "ذا انديبندنت" البريطانية، أن ثقافة الطعام لدى السويديين وخصوصًا بما يتعلق بالأطفال الضيوف، قد تأتي من مبدأ عدم تغيير نظام غذائي معيّن أو خطة تتبعها أسرة الطفل الضيف أو المستضيف، واحترامًا لأوقات الطعام التي تتناول فيها عائلة الطفل الضيف غذاءها وعشاءها، فلا ينبغي من وجهة نظرهم خرق جدول تناول الطفل وجباته مع أسرته، فالأولى عندما يحين موعد وجبته العودة إلى المنزل وتناول الطعام رفقة أهله.
وعلى ما يبدو أن هذه العادة روتينية، ولا تزعج أحدًا من السويديين، على عكس الكثير من الشعوب الأخرى خصوصًا العربية، فكيف يأتي ضيف لمنزل أحدهم ولا يشارك بالأكل، ويشبع، بل ويأخذ حصة طعام إضافية إلى منزله أحيانًا.
وعبر وسم "فضيحة السويد"، استغلّ البعض التفاعل الحاصل ليذكّروا بفضائح سابقة حدثت في السويد، باعتبار أنها حاليًا من الدول التي تتصدر مؤشرات عالمية بالعيش الآمن والتقدم والسعادة.
وانتقد وزير الدعاية الإفريقية مالك دوكور "مشاكل الأمة الأسكندنافية" كما وصفها، قائلًا: "إن مشاكل هذه الأمة تصل إلى الجدول الزمني من خلال #Swedengate، بعد أن تجنبت لفترة طويلة النقد بسبب عنصريتها المعاصرة، ودورها التاريخي في العبودية والإمبراطورية.. ملاحظة: جمعت السويد ثروة من تصنيع سلاسل العبيد".
Finally, justice is coming to Sweden.
The Nordic nation’s troubles are hitting the timeline through #Swedengate, having long avoided criticism for its contemporary racism, and historic role in slavery and empire. Note: Sweden made a fortune from manufacturing chains for slaves.
— Malick Doucouré (@AfroPropaganda) May 30, 2022
كما عرّج آخرون على قضايا اعتبروها من ضمن الفضائح السويدية، مثل تعاطي البلاد مع كبار السنّ خلال جائحة كورونا، عصابات بيع الأسلحة، التعقيم القسري حتى سبعينيات القرن الماضي وغيرها.
Things that destroyed Sweden's image:
❌Weapons' selling leader
❌Sami genocide
❌Unethical experiments with disabled patients
❌Forced sterilisations until the 70s, 2012 for trans
❌Not accepting old people into hospitals in pandemic
✅Not giving a sandwich to a kid#Swedengate— Alicia (@alicepebble) May 30, 2022