شيمس هايني (1939 - 2013) شاعري إيرلندي. مارس التعليم عدة سنوات في بلفاست. في عام 1972 استقر في جمهورية إيرلندا مع زوجته ماري وأولاده. اعتاش من قلمه حتى عام 1975ثم احتل وظائف جامعية عالية، في دبلن وهارفرد واكسفورد. في عام 1995 حاز نوبل، بعد 70 عامٍ من وليم بتلر ييتس، وبعد مواطنه صمويل بيكيت.
من مجموعاته الشعرية: "باب إلى الظلام"، و"فصل الشتاء"، و"رؤية الأشياء"، و"مستوى الروح"، والمصباح الكهربائي" وغيرها.
هاتف
قالت: قالت ابقَ على الخط، سأخرج وأحضره
الطقسُ جميلٌ، وكان لا بدّ أن يستغلّه
لكي يقطعَ العشبَ قليلًا
هكذا رأيتهُ مقرفصًا أمامَ صفٍّ من الكراث،
وهو يتلمّس، يراقبُ بعينيه وبأصابعه
الأطراف، وينتزع برفق
كلّ نبتةٍ لم تكن مفيدة، هشّة، وبلا أوراق،
وحزينة أيضًا!
أصغيتُ بسمعي،
إلى دقّة "تيك تاك" المضخّمة لساعاتِ الرّواق الكبيرة
حيث يستقرّ التلفون، بهدوء
المرايا والرقّاصات
ووجدتُ نفسي عندها أقول:
في أيامنا هذه هكذا ينادي الموتُ كلَّ إنسان
عندها شرعَ في الكلام
وكدتُ أقولُ له: جنّ.
رسائل
رسائلُ العالم الصّلبة صارت هوائيّة
مليئة بالرّخام، مفكوكة منفعلة على الكتلة.
مبنيّة على الصّخرة برقاقةِ الغيوم،
ترتفع كأعمدة تذكاريّة
تاريخ بيت العذراء، المرتفع، المنتزع
المنقول إلى قمة هدبة اللّوريت.
أمس أزمع العينين في إيمان هذيانيّ،
لاكتشاف ذلك:
هو حقيقي ما ينجو من الحركة الانتقاليّة.
