03-نوفمبر-2020

لوحة لـ رضا خوان/ الجزائر

وشاية

 

ماذا وَشْوشْتَ للكمانِ الذي أهديتنه

منذ سنين يبحلق في الصمت،

وكلما مرَرتُ به

يئِنُّ.

البارحةَ.. راقصتُه مديدًا

على "ترافياتا دي فيردي "

حتى أجهش بالغناء..

أدار مفتاح "صول" على سرِّهِ

فتناثرت قبةُ الليل.

لم يسقط صريعًا

جمعَ أوتاره ثم أفضى:

- آه لو تعلمين!

 

اِحذَرها

 

النحلة البديعة الوديعة المطيعة السميعة..

تلك..

من سلالات السرور.

عازفات الأقحوان

والعود والأُورْغْ والكَمان.

مالئات الجرار.

راقصات،

لاهيات،

عابثات،

ساهرات،

ناحتات مزار الحلم.

اِحذرها..

إن غضبَتْ.

تبًّا لشوكتها القاتلة

 

وصايا "حَنة"

 

لا تفزعي

سيسرج الليل لك قمرًا،

يانعًا..

وأحد عشر كوكبًا

وقصيدة.

فتجولي في الأرض

أخبري الناس عني:

لا مفر.

قتلٌ كثيرٌ وعقلٌ عليلٌ،

وضجيجٌ يعلوهُ التراب..

نفقٌ مظلمٌ يا بنيتي،

بمائة عام ونيف،

على الأبواب.

 

إياك والنسيان..

بعض الحقيقة 

في قلب أمك المكسور 

تلُمُّ زجاجَه المشتّت على الطريق

تخشى أن يجرحَ أحدًا

فلا تخرجي حافية

عدلي من حزامك المنفلت

وظللي عربات البهجة

بأقواس قزح.

 

واحذري

فالمتعرّقاتُ بحمّام النّميمة..

يَعْطسْن..

يؤذيهن ريشُكِ على الأشجار.

ملحُك،

يضحك بين أصابع البيانو..

يؤذيهن.

رائحة الزرقة حين تغيبين..

تؤذيهن.

عصاك، تُضلل العشاقَ والسّحَرة..

سطوةُ أوصافك الحمقاء،

تؤذيهن.

المتعرقات بحمّام النميمة..

كم ضقن بك ذرعًا زعفرانًا،

وكم ضاق ذرعًا بهن البخار.

تجملي

والتفتي بلهفة كي يناديك.

قولي له

أنا امرأة من ضوء

فافتح نوافذك عليّ

كي تبلغ من الحب

عتيًا.

ثم تمهّلْي..

لتليقَ بكِ الخيولُ.

تمهلي

حتى تنزل الأرض في درجها،

وينام الخلقُ،

وتنام ألسنة النساء،

وقلوبٌ من الورق.

وتنام الأفاعي تحت الحرير

وتنام النار على قمم الشفاه..

وينام الوقت في الساعة الجدارية

يمشي في الظلمة

جاحظًا

ممدود العقارب.

وينام عصفورٌ في سرير أغنية

وينام النوم.

تمهلي قليلًا..

سيتسلق قوميد الكون،

ويكسر الليل ليلينِ،

وقبة السماء نصفينِ،

فتنهمر النجومُ

ويسيل النورُ في المدى

دهرين

سيملأ بالضوء

كأسينِ

ويسمي اللهَ.. اللهَ.. الله

لكِ ألفَيْنِ!

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف يُسمّى هذا الموت؟

ولدت وفي رأسي آلة تعذيب