24-يوليو-2015

محمد حسن شراب / فلسطين

جاز بطيء

توقَفَ الجملُ عند باب الحانةِ القديمة 
وسأَلَ عن ماءٍ ورمل 
أعطيناه سطلَ ماءٍ، وكأس تاكيلا
وأوصيناه بسُلوكِ طريقِ الحرير 
حيث الرملُ لا ينتهي 
وحيث النوقُ ذهبٌ خالص. 

الجمل حيوانٌ مَرح 
بمعنى ما 
يمشي كأنَّه يرقص 
ويحرِّكُ أنفَهُ كأنَّه ابتلع للتو حديقةَ كوكايين      
الجمل حيوانٌ محترم 
بإمكانكَ أن ترى شيئاً من اللؤمِ في عينيه 
وشيئاً من الألم 
لكنَّه في نهاية اليوم حيوانٌ محترم 
وأنيق 
ويصلح كثيمةٍ لقصيدةٍ مكتوبةٍ في حانةٍ قديمة.

يد حمراء

يَدٌ على الطريق تُلَوِّحُ لي
يَدٌ حمراء تُلَوِّحُ لي 
كأنها خَرَجَت للتو من كارثة 
كأنها يد المسيح 
أو يد أبي
أو يد ابن أخي الصغير

صغيرةٌ اليدُ التي تُلَوِّحُ لي على الطريق
كأنها خَرَجَت للتو من وليمة
صغيرةٌ كرغيفٍ دافئ
وطيبةٌ كضأنٍ سمين

وَدَدتُ أن تظَلَّ اليدُ تُلَوِّح لي
وددت أن أترك العربةَ في منتصف الطريق
وأمضي لأصافِحَها
لولا أنني كنتُ على عجلةٍ من أمري
على عجلةٍ تدورُ على يدٍ أخرى
وطريقٍ آخر
وكارثةٍ أخرى.

لم تحصل المعجزة

لم تحصل المعجزة
وقفنا في حقلٍ واسع لم تنبت فيه شتلةٌ منذ الأبد
كان المدى رؤوسنا الكثيرة التي لا عدد لها 
بحيرة من الكلس المالح مع 
صلصة حمراء فاقعة اللون في بعض المناطق 
وخلفية أبيض - أسود
كان الأمر يشبه فيلماً سينمائياً لفيديريكو فيليني  
أو حلقة من مسلسل الواقع:
"مطبخ الجحيم"

لم يتحدث أحد عن الوقائع الغريبة لحادثة الخروج 
ولم يفعل أحد شيئاً كي يستدرج البركات
كان بإمكان أحدنا أن يفتح البحر ويأتي
بالرمل والحصى والإسفلت
كان بإمكان آخر أن يخرج البعير أو
دراجات الدفع الرباعي
من الجدران كي نركبها
خفافاً
كان بإمكان آخر أن يترك في جلابيبنا
أحجبةً تقينا
من شر الخروج
على ظرف المكان

لم يفعل أحدٌ ذلك..

كنا نتحدث عن الدخول
في برج بابل الجديد
وإطلاق ألسنتنا من شبابيكه
نكايةُ بكل غريب.

شهيد

أنت وحيد جداً يا صديقي
الذي في الصورة
هناك من يقف أمامك وخلفك
لكنك وحيد
وحيد جداً 

وهذه ليست أغنية..

كنتَ تأكل العالم
بفمك المقعر باتجاه السماء
فمك؛الطَبَق
المُعَد لطعام الآخرة
الآخرة التي كنت تتحدث عنها 
كأنك تتحدث عن أولمبياد
أنت فيه اللاعب الأكثر براعة.

كانت الكاميرا تتحدث
عن ابتسامتك غير المبررة
عن سؤالٍ يتقلب كسمكة جائعة
بين عينك
والبحر
الذي ابتلَعَ رصاصة طائشة
من مقلاة العالَم الشرهة
فتوقفعن العمل المنزلي.

الذين كانوا خلف الكاميرا
يمدحونك
ويمدحون عشاءك الأخير
الذي تركته للحمام
كنبيل ضجر امام قلعته
لكن الحمام
كما يبدو
لن يقترب من طعامك
سيجلس كالشيطان على صورتك
ويسرق صلواتك من جيوبك الخلفية.

صورة العائلة البشعة 

صورة العائلة البشعة 
على الحائط القريب
سكانُ العمارة 
كانوا يتوجسون من العائلة البشعة
كانوا يلقون السلام بلطف وود
لكنهم كانوا يتوجسون 
العائلة البشعة لم تلق بالاً 
كانت تمتلك ما يسمونه 
"السلام الداخلي" 
لكنها كانت تتوجس 
من الحائط
حتى حدث الزلزال
ساعتها
البشاعة ملأت المكان 
صار الكل بشعاً
أما السلام الداخلي 
فهرب إلى العمارة المجاورة