10-أكتوبر-2018

مقطع من لوحة لـ منذر جوابرة

إنك تكبر أيها الحبّ
وهذا مدعاة للفخر
والقلق 
لكنك لا تصير قديمًا أبدًا 
كيف أقول لك هذا
وأنت عالٍ
وبعيد! 
التفت مثلًا 
لأي مرآة تقابلك 
أترى؟
هذا ليس جبينًا
أنه سماء
سأطبع نجومي كلها عليه
وأدع الحقيقة 
تظهر للجميع.

*

 

بلغة بسيطة 
وكلمات مألوفة
أخبر الآخرين من أكون
يدي فأس على التراب 
وأحواضي ثقيلة 
أجعل بها على الحواف قلاع
وبالماء غابة 
قلبي سوق قديم للحصير
ولا نسوة يصنعن لي المكانس 
في موسم القش
قلن: قد بارَ سوقُها
أعرف كلّ دم قديم مرّ في كبدي
كل شجرة عالية شربت من دمائي 
شَغلتُ نفسي بأمور مارقة 
عندما سئمت
ثم تجنبت 
أخبار الحروب والدماء 
بخجل
وندم
كأنني 
من تسبب بها. 

*

 

شَعري
سكاكين 
على وجهي 
تصفقه الريح
فيصير
وللريح أيضًا 
وجهة نظر أُخرى 
أصابع رفيعة 
تنقر بها على الباب
وإنني مكتفية بلذة الطرق 
لا أفتح 
وأقول:
لو أنها جادة في ذلك
فلا حاجة لها بي.

*

وقفت كثيرًا في الأعالي
ورأيت الصخرة كيف تهوي عميقًا 
في صوت الناس المُبدد 
وأيديهمٍ الراجفة 
حملت صخرتي في صدري 
شيدت بها جبلًا؛
أورثه لأولادي
وكلما اشتد بي التعب، 
ونازعتني الرحمة 
على جثث ملقاة قرب أنهر بعيدة 
أثقلتهن بها 
ومثلما ينصت الموتى 
لنواح المعزين 
بآذان مشرعة
وأعين مغمضة
ووجه لا يبالي
أصغيت للماء 
وهو يبتلع قصتي 
دون تداعٍ 
أو حذر
أنا التي لم أعرف من النهايات إلا ثمنها 
رغم أنني مَضيتُ إليها مرارًا
وعدت سعيدة وجادة!

*

بعلامات مألوفة 
وزائلة 
أدُلك على وجودي 
بماءٍ ساخن في الإبريق
بفنجان رطب على الطاولة 
بكنزة مغبرة أرتديها
ودمعة ساخنة على وجهي 
كُنتَ فيما مضى 
تعرف بها كل شيء!
لست أعلم أي شيء أثارها 
لمّا خَرجتُ إليك
والريح شرقية 
والطريق تراب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

احتراق الملاك الطائر

سور حول الصحراء