27-أكتوبر-2016

عمار الحكيم رئيس كتلة المواطن في البرلمان العراقي(حيدر حمداني/أ.ف.ب)

مع بدء معركة تحرير الموصل انتشرت صور ومقاطع فيديو لمراسلي قنوات إسرائيلية يغطون المعارك في شمال العراق. صحفيون عراقيون ومواطنون أبدوا امتعاضهم من وجود تلك القنوات التي اعتبروها تُمثل السياسة الإسرائيلية اللاإنسانية.

ثار لغط كبير في العراق حول وجود صحفيين إسرائيليين يغطون معركة الموصل وتساءل مواطنون عن الجهة التي سمحت لهم بالدخول

وثار لغط كبير في الأوساط الصحفية والسياسية العراقية حول وجود الصحفيين الإسرائيليين وهناك من طالب بطردهم، بينما تساءل آخرون عن الجهة التي منحتهم فيزا الدخول، ولماذا تقف السلطات العراقية مكتوفة الأيدي من وجود مواطني بلد معادٍ للعراق في جبهات القتال.

اقرأ/ي أيضًا: هل ينجح داعش في استنزاف قوات التحالف في الموصل

الحقيقة أن هؤلاء الصحفيين دخلوا عبر أجواء إقليم كردستان العراق وهبطت طائرتهم في مطار أربيل. الفيزا التي تُمنح في الإقليم غير معترف بها بباقي المحافظات العراقية التابعة للحكومة الاتحادية. ومن مدينة أربيل اصطحبت قوات البيشمركة الكردية الصحفيين الإسرائيليين إلى جبهات القتال القريبة من مدينة الموصل.

الغريب أن رئيس أكبر تحالف في البرلمان العراقي، وهو عمار الحكيم، المقرب من إيران، تطرق إلى موضوع الصحفيين الإسرائيليين وهو ملف ليس من اختصاصه. الحكيم خلال تواجده في جبهات القتال مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، أثار سخط العراقيين لموقفه الدفاعي عن الصحفيين الإسرائليين. وقال الحكيم في مؤتمر صحفي إن "صحفيين إسرائيليين خرجوا من العراق بعد ظهورهم بتغطية معارك تحرير مدينة الموصل. وأن سلطات إقليم كردستان طلبت من هؤلاء الصحفيين المغادرة، وقد غادروا".

اقرأ/ي أيضًا: داعش يطيل معركة الموصل..استراتيجية نقل العمليات

هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، المسؤولة عن الطيف الترددي للبث في العراق وعن تنظيم عمل وسائل الإعلام، قالت إنها "لم تعط أية موافقة لإدخال مراسلة إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى العراق، داعيةً الجهات الأمنية في إقليم كردستان إلى توضيح ملابسات إدخال هذه المراسلة إلى أراضي الإقليم وكيفية حصولها على تصريح عمل دون إذن رسمي من الهيئة". أضافت الهيئة "نسمح بأي خرق لأية جهة إعلامية تدخل الأراضي العراقية دون الحصول على تصريح مسبق منها وفق إجراءات أصولية ولن يكون من بينها وسيلة إعلامية لكيان غاصب".

على مستوى الإجراءات الأمنية فإن على السلطات العراقية التي كانت بالقرب من الصحفيين الإسرائيليين في الجبهات القريبة من مدينة الموصل، إلقاء القبض على الصحفيين الإسرائيليين باعتبارهم دخلوا لمدن غير مرخص لهم دخولها وإن سمح الإقليم لهم بدخول أراضيه. أمام هذا كله، يعتبر حديث عمار الحكيم عن الصحفيين الإسرائيليين بحسب إعلاميين عراقيين غردوا في مواقع التواصل الاجتماعي، "دفاعًا" غير مبرر، وهو بمثابة تبييض وجه إسرائيل التي تقتل الفلسطينيين منذ سنوات. ويحظر العراق دخول الإسرائيليين إلى أراضيه، كما يرفض قيام أية علاقات دبلوماسية أو ثقافية أو اقتصادية أو أمنية معها، ويعتبرها "كيانًا غاصبًا" لا يُمكن لدولة رسمية مثله التعاون معها.

اقرأ/ي أيضًا:

معركة الموصل..اليوم الأول في معركة طويلة

كيف تم حظر الخمر في العراق؟