21-مايو-2017

رينيه شار (1907 - 1988)

رينيه شار (1907-1988) من أهم شعراء فرنسا في العصر الحديث ومن أبرز شخصيات المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني لفرنسا. وقد ترجمت أعماله إلى معظم اللغات العالمية. فيما يلي ترجمة لأحدى قصائده بعنوان "الرفاق في الحديقة"


الإنسان ليس سوى زهرة هواء تمسك بها الأرض، تلعنها الكواكب، يتنفسها الموت، هبوب وانعكاس هذا التحالف، يرفعانه أحيانًا.صداقتنا هي السحاب الأبيض الأثير لدى الشمس.
صداقتنا لحاء خالص. لا ينسلخ عن مروءات قلبنا.
حيث ليس بإمكان العقل أن يجتث بل أن يُشَتِّلُ و يعتني، أولد. حيث تبتدئ طفولة الشعب، أعشق.
القرن العشرين - كانت البشرية في أحلك الظروف. كانت النساء تتنور وتتنقل بسرعة، على شرفات وحدها عيوننا كانت تصل إليها. 
بوردة أتحد.
صعب مراسنا. السائس الوحيد الذي يليق بنا، هو البرق، تارة ينيرنا، وتارة يشطرنا إلى نصفين.
برق ووردة، فينا، في عبورهما، من أجل تمامنا، يتحدان.
أنا من عشب في يديك، يا هرمي المراهق، أحبّك من أجل آلاف الزهور المغلقة.
امنح للبرعم، تاركًا له المستقبل، كل بهاء الزهرة العميقة. نظرتك الصارمة التالية يمكنها ذلك. هكذا، لن يتلفه الصقيع.
لن نسمح بأن يسرقوا منا حصة الطبيعة التي نحتويها. لن نفرط في ســـداة، لن نتنازل عن حصاة ماء.
بعد رحيل الحصادين، على مرتفعات جزيرة فرنسا، الصوان الدقيق المنحـــــوت الذي يبزغ من الأرض، بمجرد أن تلمسه يدنا، يبتعث من ذاكرتنا نواة معادلــة، نواة فجر لن نشهد، لنصدق أنفسنا، تغيره أو نهايته، فقط الحمرة المشعـة والسيماء الرفيعة.
جريمتهم- رغبة مجنونة تعلمنا احتقار الآلهة التي بداخلنا.
إنهم المتشائمون الذين يرفعهم المستقبل. يشهدون قيد الحياة علة قلقهم تصبح حقيقة. مع ذلك فإن العنقود، الذي تلا القطاف، يلتف أعلى الدالية، وأطفال الفصول، الذين ليسوا مجتمعين كالعادة، يسارعون إلى تثبيــت الرمل تحت الموجة. هذا أيضًا يلتقطه المتشائمون.
يا للقدرة على النهوض أقوى من ذي قبل.
قولوا، هل ما نحن سيجعلنا نندلع شهبًا؟
ينبغي على الشاعر أن يترك آثارًا لعبوره. لا دلائل. وحدها الآثار تجعلنا نحلم. 
هل الحياة إصرار على إتمام ذكرى ما؟ هل الموت، أن تصير، لكن في لا مكان، حيًّا.
أحيانًا يروي الواقع ظمأ الأمل، لهذا السبب، وبعكس كل توقع، يعمر أطول.
لَمْسُ سماد بظلنا، بمقدار ما تخبئ خاصرتنا من الأوجاع وقلبنا من الأفكار المجنونة، ممكنٌ، على أن نمتلك في ذاتنا مقدسًا.
عندما أحلم وأتقدم، عندما أمسك ما لا يعبر عنه، بانتباهي، أجدني جاث على ركبتي.
ليس التاريخ سوى المظهر الخفي للأسياد. كذلك منطقة الرعب حيث يصطاد الكلب البري الأفريقي وتكشط الأفعى. اليأس في عيون المجتمعات الإنسانية والزمن، بانتصارات في الصعود. 
تألق وانقض -  سكينا فوريا، نجمة بطيئة.
في انفجار الكون الذي نقاسيه، أيتها المعجزة، الشظايا المنهمرة تنبض بالحياة.
يا أرضي بكليتك، مثلما طائر استحال إلى ثمرة في شجرة خالدة. أنا ملكك.
ما تطالبنا به شتاءاتكم أن نستأصل من الهواء ما لن يكون بدونه سوى نحاتة وكبش محرقة. ما تطالبنا به شتاءاتكم أن نبشركم بالطعم.. طعمًا مساويًا لذلك الــــذي تتغنى به في استدارتها المجنحة حضارة الثمرة.
عزائي بعد موتي، أنني سأكون هناك – متحللًا، بشعًا – لأراني قصيدة.
لا ينبغي لقيثارتي أن تتنبأ بي، أن يعثر شعري على ما كان بوسعي أن أكتبه.
أروع ما في هذا الإنسان – كل ينبوع فيه، يلد جدولًا، مع أية هبة ينهمر وابل من اليمام. 
في حدائقنا تتأهب غابات.
الطيور الجارحة لا تتأذى من نظراتنا. فلنظل غامضين، زاهدين في أنفسنا، على مقربة منها. 
أيها البقاء على قيد الحياة حتى الآن، للأفضل دائمًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مقعد لا يزال يحمل سخونة ضجرك

المرآة تنظر بعينيكَ