09-ديسمبر-2015

الرياضة في خطر (محمد هويس/Getty)

مع بداية موسم رياضي جديد بحسب التاريخ  السنوي الرياضي اليمني، ينتظر اليمنيون الجديد.  لكن الموسم، ما زال متعثرًا، بطبيعة الحال، بسبب الصراع المسلح الدائر في البلاد، وتدمير نسبة كبيرة من المنشآت الرياضية.  تنتظر الأندية، وينتظر اللاعبون من إتحاد  كرة القدم، ما لا يمكنهم إصداره.  ينتظرون جدول الدوري اليمني لكرة القدم مثلًا.

موسم رياضي يرى كثيرون أنه سيكون فاشلًا. وسيتوقف مع أول مبارة  بين الأندية كون  المنشأت الرياضية مدمرة، والدعم المالي غير متوافر من قبل الإتحاد العام لكرة القدم. الخوف، هو أن يدفع هذا التوقف بعض اللاعبين الانضمام إلى الجماعات الجهادية  في اليمن (حوثيون، تنظيم القاعدة، أنصار الشرعية).

يرى مدير العلاقات العامة لدى الإتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية بشير سنان  أن الموسم الرياضي القادم لن ينجح. والسبب يرجع الى تَدمير المنشآت الرياضية أو البنية التحتية التي كانت متوفرة  للأندية بشكل محدود لممارسة النشاط الرياضي. آثار الحرب ستلقي بظلالها على على الموسم الرياضي بشكل عام بالإضافة إلى الآثار الكبيرة على المستوى البعيد على البلد عمومًا. اللاعبون سيكونون في حيرة، وإن عاد النشاط الرياضي، فسيعود محدودًا وبلا أفق.

وأضاف سنان  في تصريح خاص لـ " الترا صوت " أن المطلوب أن تقف الحرب أولًا، ثم الإلتفات  إلى الملاعب الرياضية التي تم تدميرها من طرفي الحرب، وبعد عودة الحياة إلى البلد ستعود معها الرياضة  ونأمل أن تعود الأمور إلى نصابها".

يخشى مراقبون  من إنضمام  لاعبين يمنيين وشباب جدد إلى الجماعات الجهادية بسبب الفراغ والظروف الإقتصادية

يأمل سنان مشاركة اللاعبين أو المنتخبات اليمنية خلال الفترة الحالية فترة الحرب،  معولًا كثيرًا على انجازات المنتخب اليمني لكرة القدم رغم محدودية الإمكانات.  الحرب في اليمن لم تقتصر على المحاربين بل طالت كل شيء، حتى أن الجمهور اليمني لا يملك الوقت لمساندة فريقه الوطني. وفي الواقع، أدى الصراع المسلح بين الأطراف المتناحره في اليمن إلى مقتل عدد من اللاعبين وتشيرد آخرين. وبحسب التقديرات الأولية أن 60% من المنشآت الرياضية دمرت كليًا، وهذا ماجعل الرياضة تتوقف.

في السياق ذاته قال الصحافي المتخصص في الشُؤون الرياضية سميح المعلمي، إن وضع الرياضة  والرياضيين أصبح مؤسفًا جدًا، ومستقبلة في المجهول، وسيؤثر بشكل كبير على حاضر ومستقبل الرياضة اليمنية،  فالأمر لم يقتصر فقط على وضع الأندية والاتحادات أو اللاعبين، بل طال الثقافة الرياضية من أساسها. 

وفي حديث خاص لـ " الترا صوت"،  قال المعلمي  إن مما لاشك فيه أن الرياضة هي إهدار الطاقة إيجابيًا، وفي حال توقف ذلك، نخشى إهدارها سلبيًا، "ولنا بعض الأسماء الرياضية التي بعد ان أُهملت ولم تتوافر الظروف لممارستها للرياضة رأيناها اتجهت نحو الجماعات الإرهابية".

ويخشى مراقبون  من إنضمام  لاعبين يمنيين وشباب جدد إلى الجماعات الجهادية بسبب الفراغ والظروف الإقتصادية التي يمر بها اليمن بعد أن أصبح لاعب كرة القدم جلال بلعيد المرقشي أحد الرياضيين زعيمًا لجماعات مسلحة تنفذ عمليات إرهابية بواسطة انتحاريين في مختلف أنحاء اليمن.

وفي تعليق لافت على الأحداث، يرى الكاتب الرياضي جلال الأحمدي، أن الأوضاع في المناطق الشمالية (تحت سيطرة الحوثيين، هي هادئِة نسبيًا وبإمكان الإتحاد تدشيِن الموسم. لكن طيران التحالف الذي تقوده السعودية، قصفت عددًا من الملاعب بحجة أنها مخازن للسلاح. يجزم الأحمدي أن أكبر المشاكل الآن هي عنصرية ودخلاء المحسوبين على الرياضيين الجنوبين فلا يكمن إقامة دوري كرة قدم في ظل هذه الأوضاع الصعبة.. حيث لا رياضة بدون سلام.

إقرأ/ي أيضًا:
اليمن.. عام دراسي دون مدارس
مقابر اليمن.. خفف الوطء