21-يوليو-2016

روسيا تواجه الإبعاد من أولمبياد ريو بسبب فضيحة المنشطات(فتيح ارل/الأناضول)

صدر تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات حول واقع الرياضة الروسية، وبعد إيقاف فريق ألعاب القوى كاملًا ومنعه من المشاركة في أولمبياد ريو 2016، أشار تقرير ريتشارد ماكلارين، الذي صدر ليل الاثنين 18 تموز/يوليو الجاري، إلى استخدام كوكتيل خاص من المنشطات بمشاركة وكالة الأمن الاتحادية ووزارة الرياضة الروسية، وهو ما يُعد أول تغطية في التاريخ للمنشطات تتم برعاية دولة وليس أفراد.

صدر تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات حول روسيا ليثبت استخدام لاعبيها المنشطات بدعم من وكالة الأمن الاتحادية ووزارة الرياضة الروسية

وكان قد أصدر الكرملين قرارًا بتوقيف أي روسي يصدر اسمه في تقرير وكالة مكافحة المنشطات وكان أول الضحايا نائب وزير الرياضة يوري نالجورنياخ، الذي كان المسؤول المباشر عن كل ما حدث في الألعاب الأولمبية في سوتشي سنة 2014.

سنستعرض أهم الأحداث التي أشار إليها تقرير ريتشارد ماكلارين والطرق التي اعتمدها الرياضيون الروس ودور العاملين في حقلي الكيمياء والأمن والسياسة في تضليل العالم بين سنوات 2011 و2016، وهو ما قاد إلى أكبر فضيحة منشطات، باتت تهدد روسيا بالحرمان من المشاركة الكاملة في أولمبياد ريو 2016.

اقرأ/ي أيضًا: المنشطات.. عودة إلى الحرب الباردة

الفشل الأولمبي في 2010 دفع روسيا إلى المنشطات

يشير ريتشارد ماكلارين في تقريره إلى أن وزارة الرياضة الروسية قررت اعتماد "منهجية الإخفاء الإيجابية" بعد حصيلتها السيئة في الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فانكوفر. وفي ظل هذا النظام الجديد الذي تم البدء بتطبيقه في سنة 2011، كان يتم رفع تقارير بجميع فحوصات المنشطات الإيجابية من مختبرات موسكو إلى نائب وزير الرياضة الروسي مباشرةً والذي كان يُقرر إما أن يحتفظ بالعينة ويرسل تقريرًا بنتيجة سلبية إلى الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ويسمح للرياضيين بمتابعة نشاطهم بمنافسة غير شرعية تحت الغطاء الذي يؤمنه لهم أو إرسال نتيجة إيجابية وهو ما كان يحصل لبعض الرياضيين المحليين غير الواعدين والرياضيين الأجانب الذين شاركوا بمسابقات داخل روسيا.

"دوشيس": كوكتيل المنشطات صعب الاكتشاف

عُين دكتور غريغو رودشينكوف مديرًا لمختبر موسكو وكانت مهمته تحسين مستوى الرياضيين الروس عبر تغطية استخدامهم للمنشطات. قام رودشينكوف بتطوير كوكتيل صعب الاكتشاف. ويتكون من توربينول وأوكساندرولون وميتاستيرون ويتم تذويبه مع الكحول (ويسكي من نوع تشيفاس للرجال وفيرموث للسيدات).

أما طريقة التناول فهي أن يقوم اللاعب بوضع الكوكتيل في فمه وامتصاصه ومن ثم بصقه، ويذكر التقرير "في الوقت الذي قد يبدو فيه كوكتيل دكتور رودشينكوف خياليًا، فإن المنشطات تذوب بالكحول بشكل أفضل من المياه وامتصاص الشراب بدلًا من ابتلاع حبة دواء أو الحقن يصعّب جدًا عملية اكتشاف المنشط، وتم تسمية الكوكتيل "دوشيس" على اسم مشروب روسي كحولي تقليدي.

اقرأ/ي أيضًا: أولمبياد طوكيو 2020.. تحت مجهر الفساد

دور وكالة الأمن الاتحادية كان رئيسيًا

أشار تقرير ريتشارد ماكلارين إلى أن وزارة الرياضة الروسية قامت بحماية حوالي 577 رياضي، منهم 139 في سباقات المضمار والميدان

نجحت "منهجية الإخفاء الإيجابية" بتغطية الرياضيين الروس، إلا أنها واجهت صعوبة في الأنشطة الدولية التي تتكون من مراقبين مستقلين مثل بطولة العالم لألعاب القوى في موسكو سنة 2013 وأولمبياد الألعاب الشتوية في سوتشي سنة 2014.

وجاء هنا دور وكالة الأمن الاتحادية لتسمح للرياضيين الروس بالغش، وذلك بعد وضعها لخطة تسمح لها بتبديل العينات التي يقدمها الرياضيون الروس خلسةً. فيقوم الرياضي بتقديم عينة من البول النظيف قبل الأولمبياد ويتم تخزينه لدى نائبة مديرة مركز الإعداد الرياضي في روسيا إيرينا روديونوفا التي تقوم بدورها بتخزين العينة في ثلاجات مخصصة لتعود وتقدمه لوكالة الأمن الاتحادية لتقوم بدورها، كذلك كانت روديونوفا هي المسؤولة عن توزيع مشروب كوكتيل "دوشيس" على الاتحادات الرياضية المختلفة.

كيف كانت تصل وكالة الأمن إلى العينات؟

بعد قيام روديونوفا بتسليم العينات لوكالة الأمن الاتحادية، يستلمها العميل إيفجني بلوخين الذي كان يملك الحق بالدخول إلى المختبرات باعتباره مهندس صرف صحي معين من قبل شركة بيلفينغر، حيث كان يقوم في منتصف الليل بالدخول إلى المختبرات وإفراغ العينات الموجودة وتبديلها بالعينات النظيفة التي يملكها، فتكون جاهزة في الصباح للفحص لتكون نتيجة الفحوصات سلبية.

أرقام ضخمة

أشار تقرير ريتشارد ماكلارين إلى أن وزارة الرياضة الروسية قامت بحماية حوالي 577 رياضي، منهم 139 في سباقات المضمار والميدان وأكثر من 100 في رفع الأثقال وحوالي 40 في الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات وأكثر من 20 رياضي في المصارعة والتجديف وسباق الدراجات والسباحة. كما يشير التقرير إلى أن لاعبًا أجنبيًا واحدًا تمت حمايته في الدوري الروسي وجاء هذا القرار من الوزير فيتالي ليونتيفيتش شخصيًا، والدليل على ذلك موجود برسالة إلكترونية موقعة بـ "ف.ل".

اقرأ/ي أيضًا:

الفريق الأوليمبي الذي لا علم له

أرقام قياسية أولمبية صمدت لعقود