05-يوليو-2018

تصميم ألترا صوت

ألترا صوت – فريق التحرير

يكتسب اسم شوقي ضيف (1910 - 2005) نوعًا من الألفة في ذاكرة القرّاء، وتتخذ كتبه مكانًا أساسيًا في المكتبات الشخصية، خصوصًا في كتابه الكبير "تاريخ الأدب العربي" الذي اكتسب شهرة وحضورًا كبيرين، رغم الكتب الكثيرة التي كتبت في هذا الباب مثل كتاب جرجي زيدان وأحمد حسن الزيات وعمر فرّوخ وحنا الفاخوري، بالإضافة إلى الأعمال التي وضعها المستشرقون مثل كارل بروكلمان.

ولد شوقي ضيف في قرية أولاد حمام في محافظة دمياط بمصر. نشأة أزهرية لكنه تأثر بموجة التحديث خلال دراسته في كلية الآداب بعد اتصاله بأستاذه طه حسين. تنقّل بين المناصب وشغل منصب رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة، ونال العديد من الجوائز وتلقى عددًا من التكريمات، وقد ألّف حوالي 50 مؤلفًا، أبرزها وأكثرها شهرة "تاريخ الأدب العربي"، إلا أنه وضع أيضًا أعمالًا مهمة مثل: "الفن ومذاهبه في الشعر العربي"، و"الفن ومذاهبه في النثر العربي"، و"البحث الأدبي: طبيعته، مناهجه، أصوله، مصادره"، و"في الشعر والفكاهة في مصر".

حاول ضيف أن يؤلّف سلسلة مبسّطة تعرض مسار الأدب العربي وتاريخه وأعلامه ومدارسه وتحولاته، من الجاهلية إلى العصر الحديث. السلسة التي حملت اسم "تاريخ الأدب العربي" قضى في سبيل إنجازها زهاء ثلاثين عامًا، حتى اكتملت في عشرة أجزاء هي الآتية:

تاريخ الأدب العربي: العصر الجاهلي.

تاريخ الأدب العربي: العصر الإسلامي.

تاريخ الأدب العربي: العصر العباسي الأول.

تاريخ الأدب العربي: العصر العباسي الثاني.

تاريخ الأدب العربي: عصر الدول والإمارات: الجزيرة العربية، العراق، إيران.

تاريخ الأدب العربي: عصر الدول والإمارات: الشام.

تاريخ الأدب العربي: عصر الدول والإمارات: مصر.

تاريخ الأدب العربي: عصر الدول والإمارات: الأندلس.

تاريخ الأدب العربي: عصر الدول والإمارات: ليبيا، تونس، صقلية.

تاريخ الأدب العربي: عصر الدول والإمارات: الجزائر، المغرب الأقصى، موريتانيا، السودان.

كتب ضيف في مقدمة الجزء الأول موضحًّا استراتيجيته: "لا أبالغ إذا قلت إن تاريخ أدبنا العربي يفتقر إلى طائفة من الأجزاء المبسوطة تُبحَث فيها عصوره من الجاهلية إلى عصرنا الحاضر، كما تبحث فيها شخصياته الأدبية بحثًا مسهبًا، بحيث ينكشف كل عصر انكشافًا تامًا، بجميع حدوده وبيئاته وآثاره وما عمل فيها من مؤثرات ثقافية وغير ثقافية، وبحيث تنكشف شخصيات الأدباء انكشافًا كاملًا بجميع ملامحها وقسماتها النفسية والاجتماعية والفنية، وقد حاولت أن أنهض بهذه العبء وأنا أعلم ثقل المؤونة فيه، فإن كثيرًا من الآثار الأدبية لا يزال مخطوطًا لما ينشر، وكثيرًا مما نشر في حاجة إلى أن يعاد نشره نشرًا علميًّا".

يبدأ كلّ جزء بتناول البنى الاجتماعية والدينية والسياسية في ظروفها التاريخية، ثم ينتقل إلى تناول الأدب تناولًا مفصلًا ملاحقًا كل شاردة وواردة، دون أن يبخل على القارئ في بث آرائه الشخصية هنا وهناك. كما أنّ طريقة تقسيم الكتاب إلى هذه العصور كانت تحمل رؤية تاريخية، حيث اعتبر في الأجزاء المتعلقة بعصور الدول والإمارات أنّ مؤرخي الأدب العربي كانوا يدخلون من هذا العصر نحو ثلاثة قرون في العصر العباسي الثاني، منتهين به حتى 656 حين استولى المغول على بغداد. ويسمي هؤلاء المؤرخون الحقب التالية حتى الغزو العثماني لمصر والشام والعراق باسم العصر المغولي، وسموا فترة حكم العثمانيين لتلك البلدان باسم العصر العثماني وكل ذلك تصور مخطئ برأي ضيف، لذلك دمج العصر المغولي في عصر الدول والإمارات، وكذلك دمج فيه العصر العثماني لأنه لم يكن يراه عصرًا قائمًا بذاته، إنما ممتد لعصر الدول والإمارات، و"ثمرة مرة"، بتعبيره، لما أصاب العرب فيه من انقسام وتفكك.

لم يزعم ضيف أن كتابه هذا يرسم صورة نهائية وكاملة، بل اعتبر أن هذه الصورة هي ما استطاع هو رسمه، على أنه يؤمن أنه سيأتي أناس من بعده يكملون الناقص، فطبيعة الأبحاث أنها يكمل بعضها البعض.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ركن الورّاقين: من أثر النكبة

ركن الورّاقين: "الفِلاحة النبطيّة" لابن وحشية