05-مايو-2016

مصطفى جاكوب/ سوريا

عقارب الساعة تئن صعودًا

آمال عتيقة تستوطن زاوية الغرفة
أوراق التبغ تنتظر في طابور عسكري منظم 
وتنتظر المحرقة 
لفافتي التاسعة 
والمنفضة تنادي هل من مزيد؟
سحقت أحلامي البريئة 
تسامرت مع الشياطين الزرق
عاقرت الشر خمرًا
لأعبر من فوق الجثث إلى جزيرة 
"لاعلاقة لي"
لم أفلح
أوقفتني الأيادي من تحت الركام 
أفكاري تسحق أفكاري 
والمنفضة تنادي هل من مزيد 
نعم هناك المزيد
إلى أن تخفض فوهات المدافع
نعم هناك المزيد 
حتى يتجرد الجنرال من ثوب العاهرة.

في الغربة الحمقاء

لم أتقن لغة القوم
ولا أمنت مكرهم
في الغربة الحمقاء
أدمنت اللعب وحيدًا
رقعة الشطرنج بلون واحد
الملوك والجنود وترسانة الأسلحة
تتصارع على رقعة سوداء
تتصارع لا لشيء
بل لإرضاء جشعي
في الغربة الحمقاء 
أعيش على بقايا جشعي.

زحل يستيقظ مبكرًا 

يسرق الصحف 
من أمام المحال المغلقة
يستلهم طقوسه الصباحية
من ديك الحي
يثمل من الفنجان الأول
يحاصر الكلمة الأخيرة 
من جريدته المسروقة
يحاصر الرشفة الأخيرة ... من فنجانه
يشتم الشاعر في الصفحة العاشرة
يسترق النظر إلى الشقراء الرياضية 
يشعر بالذنب
ويستغفر 
ويعاود عربدته الصباحية 
هو المذنب 
في هذا الصباح 
وفي كل صباح.

 

أحلام الصعلوك

أحلم بزاوية في صحيفة 
زاوية بحجم قبر 
أدفن فيها مفرداتي
أشتم بها العامة 
أتهم الشرفاء بالعهر 
وأنظُم للعاهرات أبيات الغزل 
أحلم بزاوية 
لا تشبه الزوايا 
ولا المربعات 
زاوية كبصيص أمل 
أمدح من خلالها اللص الذي سرق الوطن 
وأودعني تحت أنياب المنفى 
زاوية من أجل زاوية
حتى ولو كانت مظلمة 
... وفجأة
يلوح صوت من الخفاء 
استيقظ أيها الصعلوك 
نعم لم تكن إلا أحلام صعلوك.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكنُني النَّوم؟

الرقم 3